السبت، 2 مارس 2013

ارفع رأِسك وأنت سوقي

هذا أحد الردود على من أشكل عليه تسمية السوقيون بالسوقين نسبة إلى مدينة السوق 
بسم الله الرحمن الرحيم
ارفع رأِسك وأنت سوقي
لقد زادني حباً لنفسي أنني بغيض إلى كل امرئ غير طائل
وأنني شقي باللئام ولا ترى شقياً بهم إلا كريم الشمــــــــــائل
إن كاتبنا استركب فكره فاركبه متن عمياء فتخبط به السير خبط عشواء ولو تريث قليلاً لتجنب إنكار ضوء الشمس في رابعة النهار والسير في وحل من الأمنيات 
أضيف إليك (اليعقوبي) بعضاً من كثير تجاهله كاتبنا 
هل تجاهلت كل من ينتمي إلى السوقية من علماء ومشاهير من القرن العاشر الهجري إلى يومنا الحاضر هل كان كاتبنا رأى في نفسه أن اعلم من الشيخ جلال الدين بن محمد بن الهادي السوقي الأدرعي من علماء القرن الثالث عشر هجري حيث قال في كتابه (نصيحة الأمة : عند ذكره للشيخ أبي رويس .. وهو العارف كما روي عن تلميذه الحاج ابي الهدى السوقي صاحب الأسئلتين للسيوطي والمغيلي وهما من أهل القرن العاشر؟ . نصيحة الأمة ص142
وأبو الهدى هو بن محمد الأدرعي السوقي وهو من ينتسب إليه الشيخ من محمد بن الهادي وكثير من السوقيين
أما أجهد كاتبنا نفسه في الاطلاع على مؤلفات السوقيين نفسهم ناهيك عن أشعارهم المنقولة ورسائلهم الموجهة فمن ذلك قول الشيخ هارون بن محمد بن احمد السوقي الأدريسي من أعيان القرن الثالث عشر في قصيدته إلى الحاج عمر الفوتي التي مطلعها :
إلى الأمير العظيم الشانف الدين مني سلاماً يفوح كالرياحين
إلى أن قال :
وعندهم علماء السوق أرذل من فقع وأولى بإذلال وتأبين
الجوهر الثمين ص390
وغير ذلك كثير مما تفاخر به السوقيين بأقسامهم الأشراف منهم والأنصار والفهريين
وأما الرسائل فمثل:( من محمد الشيخ وخزيمة ابني الصالح سالهو بن محمد البشير وحنا ابن امتّال بن محمد البشير وسائر أصحابهم وكافة السوقيين الى الشيخ المختار الملقب ببادي بن سيدي محمد بن سيدي المختار الكنتي .......) البوارق في أخبار السوقيين من أهل اجدش والطوارق ص7
وهؤلاء هم أبناء محمد البشير الكبير "اد انتكرنت" بن محمد يوسف الأنصاري الخزرجي 
وأما في مؤلفاتهم فقال الشيخ محمد حبة في أول كتابه إعلام أندية المدن ( قال الشيخ العلامة المؤرخ النسابة الثقة الشريف الحسني المراكشي أصلا السوقي حالاً محمد حبة بن محمد احمد )
ولهذا وغيره امتازوا بهذه التسمية حتى صارت متناولة بين جميع بلدان بلدهم من العرب والعجم فمنهم الشيخ احمد البكا الكنتي حيث قال في قصيدته التي مطلعها :
أحقا أتى من عند أحمد أحمد محمد سيد العبد والعبد اسود
إلى أن قال :
وتنصر ضيفاً من كل السوك فتية لهم أسد في النائبات وأسود
والشيخ سيدي بن محمد بن بادي حيث قال حينما استفت السوقيين في مسألة الحج على الطائرة 
هذا سؤالي وآل السوق أول من فالعرب فالعجم من ندبٍ ومنتدب
فأجابوه بأطيافهم جميعاً ولم ينكروا عليه تلك التسمية بل أجادوا له نظماً ونثراً فأعجب بها وسمى الأجوبة النيرات السبع فلا يحق لكاتبنا أن يتأمل قبل الحكم والتغلظ فيه لأن الانتساب إلى بلد أو بئرٍ أو غيره هو من شيمة العرب قديماً وحديثاً ولا يقدح في أصلهم 
أو ما علم أن الأسماء لا يطلقها الشخص على نفسه وإنما تطلق من الغير فيتميز بها عن غيره سواءً إراحته أو أعجبته أم لا فمثلاُ قبيلة "انف الناقة " التي كانت تتذمر من إطلاق هذا الاسم عليها ويستحي الواحد منهم عندما ينادى به حتى جاء بعض الشعراء فجعلهم يشمخون بأنوفهم الى السماء قائلاً لهم :
قومٌ هم الأنف والأذناب غيرهم فمن يسوي بأنف الناقة الذهب
فإن كان الذي ذمّرك وشوش عليك اشتباه كلمة السوق بكلمة السوقية المتبادرة إلى الأذهان فعرف المدينة تعريفاً يصل إلى الآفاق لأن الإنتساب إليها لا ينفك بمن يتصل بأولئك الأعلام القاطنين بصحراء شمال مالي شاء زيد أم عمرو 
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
أنخ القلاص بأهل سوق المقصد

انخ القلاص بأهل سوق المقصد * واسكب قصيدك ما استطعت وأنشد

سوقية بكر المعــــــــاني ساقها * حب قـديم من زمان الـــمولد

حب قديم حــــــــــــنطته أواصر * ووشائج أمــــــشاجها من مفرد

صنوان أنت وأهل ذا السوق الذي * سموا به من حيث ذكر المربد

واختص بالسوق العمومة يا لها * تســــــــــمية أبعادها لم ترصد

سوق الوفا سوق النقا سوق الندى * سوق الشريعة والتراث المخلد

مح العروبة أهله من يعرب * في قولهم في فعلهم في المحتد

خاضوا المعارك باليراعة زادهم * تلك المـــــعارف في فلاة فدفد

غرثوا المناعة في النفوس فاصبحت * دعوى المكفر كالزناد الأصلد 

دغت الصليب وأهله في أرضهم * سود الصحائف لا بياض مهند

إن الثقافة في الحقيقة ملكهم * في أمسهم في يومهم بل في الغد

خلقوا لها خلقت لهم وسواهم * إن رامها متـــــــــــطفل كالمعتد

تجد القماطر إن دخلت نجوعهم * ملآنة مــــــــــخطوطة خط اليد

وترى البراعم والعسالج همهم * نشر العلوم وشـــــرحها للمبتد

وإذا اقتنصت من الشوارد درة * تحت البحار وفوق سطح الفرقد

لوجدتها قيد الأوابد عندهم * وكأنها جــــــــــــزئية من أبجد

وترى الأهلة كالبدور وشيبهم * مثل الإشارة شــــبهها لم يوجد

وإذا ولجت إلى المكارم خاطبا * بكرا شرودا من حــــسان خرد

ألفيتها مجرورة قد جرها * فحل خبير باصـــــطياد الملحد

يفتن في لحن الكلام مجانبا * ِِلحن الكلام بـــــــطبعه المتوقد

يسمو عن الظلم القبيح بطبعه * وبدينه وبـــــــــــعقله المتجدد
وإذا النحيس عليهم يوما عدى * كان السليم بــــــسم ناب العربد

لو لا الأصالة مغرسا ما عمرت * تلك المآثر في فـــــــــلاة جدجد

فلكم بها نـــــالت علوما جمة * مجموعة أمـــــــجادها لم تخلد

ما كل من رام العلا بوسيلة * نال العلا إلا الذي من عـــسجد

ومصيبة الشعراء في ألفاظهم * إذ لا تعـــــبر عن كمين المربد

ولذا اقتصرت بذي الإشارة قائلا * أنخ القلاص بأهل سوق المقصد

الأستاذ الشاعر الكبير/ فليلي أبو الأرياح الكنتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق