الاثنين، 18 مارس 2013

رسائل السوقيون في القرن العاشر الهجري





رسالة الشيخ محمد بن عال السوقي 
( الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين من عبد جميع المسلمين وجميع المؤمنين في الله محمد بن عالّ إلى جميع أهل السوق علمائهم وجهالهم وخواصهم وعوامهم ، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أما بعد : فأسباب التنافس والتحاسد عندكم ثلاثة أشياء : القضاء والإمارة وكثرة الجيران والأتباع فيعلم الله سبحانه الذي من نسب إليه علم ما ليس كذلك في علمه فهو كافر باجـ...برآتي منها ، والإمارة عندي كالكفر ، والقضاء عندي كأكبر الكبائر ، والجيران عندي .... حالت بيني وبين جنة في الدنيا أتنعم بها دينا ودنيا حتى أنتقل فيه وكفى بالله علما وكفى بالله شهيدا ، ويعلم الله الذي يعلم السر وأخفى ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء أني لأحب أن يكون لي جار ولا صاحب قريب أو أجنبي إلا من يعلم الله أنه لا سبب لمصاحبته لي إلا المشاركة في دوام فكر وعبادة لا يفتر فيها وغير من هذه صفته فأبغض كوني معه كبغضي كوني في النار ، ولولا خوف قطع الله سبحانه سبحانه لقطع عباده لقطعتهم ولقد عزمت على ذلك عزما صميما يعلمه الله تعالى فأراني من العبر والآيات ما هو أعلم به ولو جاوزته لقطعني كما قطع الشيطان فصاحبتهم بقهره وخدمتهم بأمره وصرت راعيا لهم قائما عليهم وعلى أموالهم وجعلت نفسي فداء لأنفسهم وعيالي فداء لعيالهم أدفع عنهم جميع الجبابرة وجميع الظلمة من جميع الناس في البلاد حتى سقط فمي وعمى بصري وفني جسدي بشدة الجوع والعطش ودوامها عليّ في اتباع جنود المغيرين عليهم في رد أموالهم ولا يرحمنى أحد منهم بشربة ماء ولا لبن فمت مرات فأحياني الله بلطفه الجميل ولا أطلب الأجر إلا من الله تعالى والأجل ما علمه الله تعالى من أني ما قمت عليهم وخدمتهم إلا فيه ، منعني من نفع يحصل لي منهم ولو شربة ماء في عطش ، لئلا ينقص أجري والحمد لله والشكر له على ذلك وأنا فارح بذلك غاية الفرح لا حازن عليه أدن... حزن إذ  ليست الدنيا دار جزاء المؤمنين ، وإنما قلت جعلت نفسي فداء لأنفسهم وعيالي فداء لعيالهم وعلمي فداء لعلمهم لأنهم لا يتكلفون مشقة في اتباع أموالهم بل لا يتبعونها خوفا من العدو والمغيرين فيها أن يقتلوهم ، وخوفا من العطش والجوع وأنا أتبعهم بعلم الله بلازاد ولا ماء أياما وليالي ولا أبالي من قتلني منهم وهم يكتمون أنفسهم عنهم وأنا بنفسي ألاقيهم ، وكلهم يتسببون لعيالهم بالتجارات والأسفار ، وأنا لا أتسبب لعيالي بسبب من الأسباب ولا بسفر من الأسفار وفارقت عقد المجلس لهم لاشتغالي بمدافعة الجبابرة والظلمة عنهم وصاروا كلهم والحمد لله أغنياء وصار عيالي فقراء وكلهم يعقدون مجلس للعلم وأنا لا أعقد مجلسا للعلم حتى كأني جاهل مع أني عالم بحقيقة جميع الفنون بفتح رباني صير جميع الفنون في قلبي كنطة حتى عزمت في صغر سني وشبابي على أن أولف في كل فن تأليفا يوضحه لجميع المسلمين كالشمس فشغلني عن ذلك مدافعة فتن أخر القرن العاشر وما بعده عن السوقيين خصوصا وعن جميع المسلمين عموما ، ترجيحا للدفع عنهم على التأليف المذكور فأعانني الله الذي قال في كتابه { ولينصرن الله من ينصره } بما علمه في قلبي فكنت لهم ولجميع المسلمين في الرباط الدائم والجهاد القائم حتى فني جسدي في راحة أجسادههم ، واشتغلوا بالتعلم والتعليم وجمع المال وأنا وعيالي في جهل وفقر ، وكثرة شدة بكاء عيالي يقولون لي : السوقيون وجميع المسلمين اشتغلوا بالتعلم والتعليم وجمع المال فكن بنا على ما كانوا عليه وما أصابهم أصابنا وما نجوا منه نجونا منه ، وأقول : لهم أتركوني في هذا الدفع وهاجروا إلى غيري من العلماء يعلموكم ، ولولا هذا الدفع ما بقي من يتعلم ولا من يعلم ، فيقولون لي : نجاتنا أو هلاكنا مع المسلمين أحب إلينا من أحب إلينا من اشتغالهم بتعلم والعلم وتعليمه وبجميع المال دوننا وقد منّ المنان سبحانه في صغري وشبابي بغنائي به عن غيره فكنت بمجرد فضله وكرمه  
ولطفه في عالم الملكوت لا في عالم الملك فلا أعلم غيره ولا أرى ولا أسمع إلا ذكره وعلمه وعبادته ، ومحال عندي أن أكون إلا على ما كان أهل عالم الملكوت من دام الذكر علما وعملا بلا فترة فأصابني شؤم هذا البلد المشؤم هو وأهله القاطعون لعبادة الله بسبب ما وقع بين الأستاذ محمد بن أبي محمد وبين خالي عمر بن السيوطي (1)رحمه الله فعزم الأستاذ عزما صميما لا دواء له على الركوب إلى أسْكي داوود فجفت من ذلك فتنة يهلك بها جميع السوقيين دينا ودنيا فقلت له أنا نائب عنك فسكن غضبه فنبت عنه حتى سكن الله غضبه والله أعلم . فرجعت إلى عبادة الله وتأليف العلم حتى وقع بين القاضي محمد إبراهيم وبين خالي عبد الرحمن بن السيوطي مثل ذلك لأجل طلبه الصلاح منه فغضب عبد الرحمن غضبا شديدا عزم به على قطع مادة جميع السوقيين فأمرني القاضي بمعانة على دفعه فأبيت حتى حلف أن لم أعانه على دفعه ليهربن من هذه البلاد أبدا فأعنته عليه بالله ، ثم رجعت إلى العبادة والتأليف حتى نزلت فتنة جَوْدَرْ فملأت ما بين السماء والأرض فقمت بدفعه في الله فأعانني الله وعظم حرمتي وجاهي عندهم إلى اليوم ، فملأ الشيطان قلوبكم من حسده ما لم أر ولم أسمع مثله ففرحتم فرحا ظهر لجميع الناس بما وقع على بيتي وكتبي وأهل حي من جند شعبان وقلتم الحمد لله الذي أحيانا حتى ذهبت حرمته وجاهه وعمل لزوجته ما لم يعمل لأمة من الإماء ، وهذا ضد ما وجب عليكم من شدة الحزن والأسف على منزلة عبدكم عوضا نفسه من أنفسكم وعياله من عيالكم وعمله من عملكم يقر عند كل من عظم الله حرمته عنده بأنه أسفل من جميعكم وأنكم أعلم منه وأعز منه وقد سماني بعضكم إلها من دون الله فتبت إلى الله من الدفع عنكم الذي سميت به إلها وتبرأت من مشاركتكم فيما سوى الإيمان بالله وعبادته حتى ألقى الله كبراءتي من إبليس وجنوده ، والإنسان لا يحسد عبده بما فتح الله عليه من الجاه والحرمة ، لأن منفتهما له وإنما يحسد من ينافسه وينكر عليه والسلام ) .
__________
(1) 1 ) السيوطي هذا رجل من السوقيين لقب بهذا اللقب تبركا بجلال الدين السيوطي لا لأنه من قرية أسيوط التي ينتسب إليها جلال الدين السيوطي الشهير ووهم بعض النسابين فزعم أن السيوطي المصري هو الذي تنتسب إليه جماعة السوقيين مع أن المصري صرح كثير من المؤرخين بأنه لا عقب له وزمانه قبل زمان هذا السوقي بقليل . المؤلف
المصدر : كتاب الجوهر الثمين- للشيخ  العاتيق بن سعد الدين الإدريسي السوقي
*********************

وهذه رسالة أخرى للشيخ 

( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد : فيقول عبيد الله أحمد بن الشيخ وقع السؤال عما حدث وفشا من تخطئة بعض متعلمي ما وراء أزَوَغْ من يسمي مولانا جل وعز وعلا باسم " يَلَّ " بالياء والمفتوحة وللام المفتوحة المشددة بعض بتفخيم اللام وبعض بترقيقها ، والمخطئي متمسك في التخطئة بالوقوف على أن أسمائه تعالى توقيفية ولعله لم يفتش ولم يمعن النظر في المسألة حتى يعرف الخلاف فيها أولا ثم يعرف محله كما يدل عليه استمراره على التخطئة وقوله منذ سنين " إكَاكْ الله الخير ، إكْفِكْ الله الخير " (1) ونحو ذلك مما أدركه (2) متدولا بين جميع أهل اللغة البربرية تأثما ، ولو أمعن النظر وحرر النقل في المسألة لكف عن التخظئة المستلزمة لتخطئة جميع أهل اللغة البربرية وأليائها ، أولهم وآخرهم لأنه ائيَلّ بتفخيم اللام هو اسمه تعالى في لغتهم كما يدل عليه تواطئي صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم وعالمهم وجاهلهم ومن لهم منهم حظ في العربية بالتعلم ومن لا علم له بخلق اللغة العربية فكيف بتعلمها ، وللغة كما في مطالع المسرات بشرح دلائل الخيرات أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ومقاصدهم وهذا يشمل كل لغة . إهـ فإذا تأمل المنصف ما ذركر وانطباق اللغة عليه عرف أن يَلَّ اسم مولانا عز وجل بلغتنا أهل اللغة البربرية فلا يبقى إلا جلب النقول المزيلة لأشكال المسألة المبينة لصورتها ولمحل الخلاف فيها فيظهر بذلك أن المخطئي أجدر بالتخطئة ، فأقول والله المستعان : قال الأجهوري في شرحه لعقيدة أبي محمد بن أبي زيد
__________
(1) 1 ) معنى إكَاكْ فعل بك ، ومعنى إكْفِكْ أعطاك . إهـ
(2) 2 ) لعل الصواب ويجدها عما أدركه . إهـ

تنبيهات الأول الأصح أن أسماؤه تعالى توقيفية فلا يطلق عليه إلا ما ورد به الكتاب والسنة المتواترة ، وأجمعت عليه الأمة كالباعث ، قال الشاذلي عند قوله الباعث الرسل ..إلخ ، الباعث اسم من أسماء الله تعالى من غير خلاف ثبت بالإجماع ، وقال : عند قوله كلم الله موسى قال الفحولي في شرح الأسماء الحسنى أجمع أهل السنة على أن الله تعالى يوصف بأنه متكلم وقد ورد فعله في القرآن وذلك يتخرج على الخلاف في تسميته بما لا يوهم نقصا ولم يرد فيه إذن . إهـ وهل يطلق عليه تعالى ما ورد آحادا ؟ مذهب الجمهور نعم محتجا بقوله تعالى { أتقولون على الله ما لا تعلمون } وخبر الآحاد لا يفيد العلم ، وأجيب بأن هذا من باب العمل وهو يكفي فيه خبر الآحاد قاله عج عند قوله المدبر . وقال الشاذلي في شرح العقيدة الألى من الرسالة قال المشدالي أن أسماء الله توقيفية فما ورد فيه الأذن أو المنع عمل به ، وما لا إذن فيه ولا منع فإن لم يوهم اللفظ فسادا نمنع ما يوهم بالأولى ، وإن لم نمنع ففي إطلاقه ما يوهم الفساد خلاف . إهـ قلت ظاهر كلام غيره منع إطلاق ما يوهم الفساد اتفاقا ، قال : في المقاصد محل النزاع ما اتصف الباري سبحانه بمعناه ولم يرد إذن فيه ولا منع منه ولا ما يبين المراد به وكان مشعرا بالجلال من غير وهم إخلال . إهـ ومر مؤلف الرسالة إلى أن قال : وقد اتفق العلماء على أن الله تعالى لا يسمى إلا بما سمى به نفسه وسماه به رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ وانعقد عليه الإجماع ، ثم اختلفوا هل من شرط الاسم أن يكون مصرحا به لا غير أو لا فرق بين المصرح به أو مشتق من فعله للاتفاق على أن كل فعل لا بد له من فاعل إما ظاهر وإما مضمر وإما مقدر وهو الصحيح عند أهل النظر ما لم يمنع مانع من الاشتقاق بأدائه إلى صفة مستحيلة على الله تعالى نحو ماكر من يمكر ، ولاعن من يلعن ، وناس من نسيهم ، وما جاء من ذلك في مقابلة أو مجازاة . انتهى

وقال السيوطي في الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع :
ثالثها الاسم فقط دون الصفه ... أسماؤه سبحانه موقوفه
والفعل والمظنون في المعتبر ... ويكتفي بمرة والمصدر
وقال : في شرحه الصحيح وهو مذهب الأشعري توقيفية فلا يجوز أن يطلق عليه شيء من الأسماء والصفات إلا أن ورد به نص من كتاب أو سنة ، وقال القاضي والمعتزلة يجوز أن يطلق عليه الأسماء اللائق به معناها وإن لم يرد به الشرع ما لم يوهم نقصا ، واختار العزالي الفرق بين الاسم والصفة فشرط التوقيف في الاسم دونها ، وعلى الأول هل يكتفي بالاطلاق مرة أو لا بد من التكرار والكثرة فيه رأيان حكيا بلا ترجيح ، وقد صححت الأول لأنه الظاهر من صنيع العلماء ، وهل يتكتفي فيه بخبر الواحد ؟ الظاهر هو كسائر الأحكام أو يشترط وروده بلفظ الوصف ، أو يكتفي ورود الفعل والمصدر ، قال البلقيني ظاهر كلام الشافعي في الرسالة ... فإنه قال : في خطبتها الجاعلنا من خير أمة . إهـ وقال النجاري في حاشيته على شرح جمع الجوامع لجلال المحلي قد نبه السيد قدس الله سره في شرح المواقف على أنه قيس الكلام في أسمائه تعالى على الأعلام الموضوعة في اللغات إنما النزاع في الأسماء المأخوذة من الصفات والأفعال . إهـ ونحوه للشيخ يس في حاشيته على شرح أم البراهين للشيخ السنوسي وقال الشيخ زروق في شرح أسماء الله الحسنى ، الثانية : أي من المسائل أن الأسماء توقيفية فلا تثبت إلا بنص أو إجماع على الصحيح ، وأثبتها قوم بالاشتقاق من الأفعال والصفات أو ما جاء من الصنيع في الدعوات وغيرها وهو مرجوح عند العلماء ملحوظ عند الصوفية وعليه جرى الشيخ البوني وانتهى في تقسيمها إلى مائة ونيف وخمسين والله أعلم .إهـ )


****************


ومن أقدم مااطلعنا عليه من هذه الرسائل رسالة الشيخ العلامة محمد بن عال الإدريسي السوقي, وهو من علماء القرن العاشر ولد عام 960هـ وتوفي 1030 إلى ملك (سنغاي ) اسكيا اسحاق (1) بن اسكيا داود يعلمه فيها بأصول السوقيين وأنهم من ذرية الصحابة وأنهم أهل علم وعمل وليسوا كغيرهم ممن في جوارهم يحثه فيها على احترامهم والعناية بهم يقول فيها مانصه:( اعلم أن السوقيين أصله (لإمرون)(2) والسوق الذي ينسبون إليه بلد في (آضاغ)(3) نزلته الصحابة في آخر غزواتهم فبنوا فيه مدنا عظيمة وجامعا ومصلى ومساجد وحفروا فيه آبارا كثيرة عدده أيقش يعني -ألف ومائة وأحد عشر- ونشروا فيه العلم وولدوا فيه فرجع من رجع وبقي كثير.. إلى أن قال: إن (إمرون) ذرية الصحابة بلاشك وخالهم عقبة المستجاب وقد ورثوا العلم والدين من آبائهم إلى اليوم والحمد لله تجد صبيا صغيرا منهم يغلب الكبار من غيرهم كحال أجدادهم من أهل (الحجاز )يحفظون فنون العلم كلها وما تغير دينهم منذ خلقهم الله تعالى إلى هذا اليوم بسبب من الأسباب وبذلك يعرفون في جميع البلاد وكل من شهد عند القاضي الأكبر الأستاذ النقي الذي لم ير مثله في بلادكم ولا في غيرها المجمع على علمه ودينه وعدالته صاحب تنبكتو محمود رحمه الله (4)يطلب تزكيته إلا السوقيين فإنه قطع بأمانتهم وعدالتهم وقال : لا نطلب تزكيتهم وقد جربناهم فوجدنا أصلهم خالصا تابعين لأجدادهم في العلم والدين الخالص) ثم قال محمد بن عال وقد كان منهم أولياء كبار كالحاج الشيخ الكبير أبي الهدى وقاضي جدك أبي عمر الداني ومن لايحصى كثرة. ..إلخ(5).
-
(1) اسكيا اسحاق بن اسكيا داود يطلق عليه لقب اسحاق الثالث هو آخر ملوك مملكة (سنغاي) السودانية وهو الذي خاض الحرب ضد التدخل العسكري المغربي وانتهى الأمر بعد معارك إلى انهزامه وتفرق جيشه وذهاب ملكه.
(2) إمرون اسم يجمع العديد من قبائل السوقيين الذين بسكنون قرب البحروكانوامن الزعامات الدينيةالسوقية التي لعبت دورا في تلك الفترة التي تحدث عنها محمد بن عال \الجوهر الثمين ص 123مخطوط.
(3)أضغاغ يطلق لدى طوارق الساحل الشرقي والغربي لنهر النيجر على مايسمى الآن بمحافظة (كيدال)
(4)هوالفقيه القاضي العاقب بن القاضي محمود بن عمربن محمد أقيت (868 -955هـ،
(5) انظر الجوهر الثمين في تاريخ الملثمين ص\203 مخطوط