الثلاثاء، 14 مايو 2013

تقرير حول المخطوطات المعروضة في الملتقى الثقافي الأول لقبائل كل


بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ 29 \ 01 \ 2010 م
الموضوع : تقرير حول المخطوطات المعروضة في الملتقى الثقافي الأول لقبائل كل السوك في تناهما :
تعريف المخطوط :
هو كل ما كتب باليد علي شي لين كالورق والجلد وغيرهما أما المكتوب على شي صلب فيسمى نقشاً .
وتمثل المخطوطات مصدراً ثريا هاماً يزودنا بمعلومات شتى تشمل جوانب مختلفة من أنواع المعارف وتعطي صوراً صادقة عن حياة أصحابها ومعاصريهم وتعكس جوانب مهمة من تاريخ المنطقة 
إضافة إلى كونها تراث الأجداد الذي نستشف من خلاله كثيرا من حركاتهم العلمية والاجتماعية والسياسية وعلاقاتهم وأنسابهم وصوراً من أنماط حياتهم عبر تعاقب الأجيال وتطاول الزمن وباختصار هي: المعبر الوحيد في الزمن الماضي على الأحداث التي مرت على منطقة ما أو عاشها شعب ما 
وإذا كانت المخطوطات فقدت هذه الميزة ( المصدر الوحيد للمعلومات التاريخية ) بظهور آلة التصوير التي يمكنها أن تلعب هذا الدور فإنها لم تفقد أهميتها الأساسية المتمثلة في كونها شاهدة بشكل مباشر وثابت على الأحداث التاريخية فيما قبل استخدام آلات التصوير فبقيت لها ميزتها بهذا الاعتبار ومهما بلغ التقدم العلمي والتطور التقني حاليا أو مستقبلا فستظل البشرية بحاجة إلى ما تقدمه المخطوطات من الخدمة فيما تعطينا من المعلومات المتعلقة بالماضي لنفهم الكثير من واقعنا الحاضر ونخطط في ضوء هذا الفهم لبناء المستقبل وبكل ثقة وتفاؤل ، وقد عرفت هذه المناطق ( قاوا , تنبكتو و جني ) بالتحديد منذ عهود تاريخية ضاربة في القدم , عرفت بكثرة مخطوطاتها مما جعلها مزاراً ومقرًا لكثير من العلماء الذين ينقلون إليها المخطوطات 
ولا يحتاج إلى إقامة برهان أن السوقيين من أهم شعوب المنطقة المتمسكة بالعلم والمهتمة بجمع الكتب ونسخها 
وبالتالي تجد أغلب بيوتهم حاضناً لمكتبة كبيرة تشكل المخطوطات غالبيتها العظمى بخطهم الخاص حيث تمكن أجدادهم من تطوير الحرف العربي أو الخط المغربي إلى خط جميل متناسق خاص بهم كتب الأستاذ حمزة عثمان تقريراً حوله 
ومن هنا نعود فنقول : لم يزل السوقيون يهتمون بالعلم والكتابة من وصول أجدادهم إلى الصحراء الكبرى في القرن الأول الهجري وحتى الآن بحمد الله . 
إلا أن البحث في المخطوطات المعروضة لم يسعفنا بالخط السوقي أقدم من رياض الواعظين في مكتبة الشيخ محمود موسى فقد كتب سنة 1110ه 
كما أنه لم يسعفنا بأثر سوقي منثور أقدم من فتاوى الشيخ أبي الهدى محمد بن محمد بن أبي بكر الأدرعي وأخيه بابا 
وقد ذكر المؤرخون أن أبا الهدى عاش في القرن التاسع وأدركه العاشر , 
ويلي هذين الأثرين في الأقدمية آثار محمد بن عال الإدريسي من أهل القرن العاشر فله شروح على الآجرومية وله خطب 
ويليها في الأقدمية آثار أمد بن محمدأحمد بن البشير من أهل القرن الحادي عشر 
ومصدر هذا الترتيب كتاب الجوهر الثمين للشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين . 
آما الآثار المنظومة فأقدم أثر عثرنا عليه أرجوزة للشيخ محمد بن يوسف الأنصاري المدفون ب(تكرنت) . 
وهكذا توالت الكتابات السوقية حتى الآن , فخلفت لنا تراثا ضخما من هذه المخطوطات التي امتدت إليها يد الضياع والتلف لمرات عديدة وعبر فترات تاريخية متعاقبة , وتختلف أسباب ذلك الضياع إلى طبيعية وبشرية فلا يخفى ما تعانيه من قسوة ظروف الحياة البدوية الصحراوية الخشنة الغير مستقرة وما تلقته من النكبات ما بين نهب وسلب واختلاس .
ويمكن تصنيف المخطوطات التي حضرت الملتقى إلى الآتي :
1- مخطوطات سوقية بالخط المغربي قبل تطويره 
2- مخطوطات سوقية بالخط السوقي في طور نشأته 
3- مخطوطات سوقية بالخط السوقي أوج حسنه وتطوره . 
وباعتبار التأليف
1- مؤلفات غير سوقية بالخط السوقي ويهتمون بتحسين خط وزخرفة المصحف الشريف وتفسير الجلالين وصحيح البخاري وكتاب الشفاء لعياض
2- مؤلفات سوقية بالخط السوقي 
كما يمكن تصنيف الآثار السوقية التي حضرت الملتقى والتي تزيد على ثمانين عنوانا 
باعتبار النثر 
1- بحوث تشمل 
- العقائد 
- الفقه 
- اللغة 
- التاريخ 
2- شروح لمتون منظومة ومنثورة 
3- فتاوى فقهية 
وباعتبار النظم 
1- دواوين شعرية 
2- مباحثات علمية عن طريق الشعر 
3- أراجز علمية تشمل
أ‌- تحويل نص منثور إلى منظوم
ب‌- تحويل نظم من بحر إلى أخر 
وتشمل هذه المنظومات ما يلي :
1- المصطلح 
2- الفقه 
3- الوعظ والإرشاد والحكمة
4- الأصول
5- البلاغة
6- النحو والصرف
ولم تقتصر آثار السوقيين على هذه العناوين فكثير منها لم يحضر كما أن كاتب التقرير لم يطلع على كثير منها إلا أن من قدم قائمة العناوين أكد وجود هذه المؤلفات في حوزة أصحابها أو ذويهم ، ولاشك أن التراث بحاجة إلى وقفة جدية وجماعية للحفاظ عليه واسترداد ما أمكن منه وحمايته في جو مليء بالعناية والاهتمام فهو تراث الأجداد ورمز الأمجاد وحاضن الثقافة العربية الإسلامية السوقية ومنبع معارف مهمة تخدم مصالحنا الدينية والدنيوية , ولسان حاله ينادينا جميعا : ألا أنقذوا فهل من مجيب ؟ !!

رئيس اللجنة الثقافية 
محمد بن محمدُ السوقي الأدرعي