الثلاثاء، 16 أبريل 2013

رسائل السوقيون في القرن الثالث عشر الهجري



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لانبي بعده.
وبعد:
فقد وعدناكم بمواصلة السعي في إبراز ما عثرنا عليه من الرسائل السوقية لغرض الاستفادة من الَوْمضات التي وصلتنا بواسطتها.
ومن هذا المنطلق فإننا على موعد بمقتتطفات من رسالة العالم العلامة الشيخ حنا بن المختار السوقي الأنصاري إلى الشيخ سيدي محمد بن سيدي المختار الكنتي وكلا الشيخين من رجال القرن الثالث عشر الهجري وسوف ننقل منها الجانب الخاص بالسوقيين والرسالة كانت في زمن السلطان النابغة بن السلطان كاوا الأمازيغي الطارقي, وكانت ردا على سيدي محمد الكنتي, ودعضا لمزاعم الفلانيين , الذين يدعون إقامة الدولة الإسلامية في (ماسنا), ويرون وجوب الانضواء تحت رايتهم والسمع والطاعة لهم.
بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله وسلم على طه الكريم, الحمد لله الذي جعلنا من المؤمنين الذين أسبغ عليهم نعمه الباطنة والظاهرة, بتوليهم وتثبيتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة, وجعلنا إخوانا متحابين, متعاونين على البر والتقوى, متواصلين متناصحين , ومتواصين بالحق والصبر والذكرى والتبيين والتثبت وبالعقود وحسن العهد وافين.
والصلاة والسلام على إنسان عين أعيان الخلق, ويعسوب الكل وشمسه, ومدده الحبيب الأعظم, والمصطفى الأكرم, محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين,وعلى آله وصحبه الذين سعدوا بمطالعة طلعته الكريمة, ثم بعد الصلاة والسلام تناولت الرسالة الأمور التالية وهي:
1- أهمية العهد والود الذي توثقت عراه, وتجذرت عروقه بين السوقيين والكنتيين.
2- أن الفلانيين محاربون ومبتدعة فلاتجوز مناصرتهم ومعاونتهم وتكثير سوادهم.
3- أنهم نازعوا الأمر أهله وأنهم استحلوا القتل بالموعظة , والسحت بالهدية وأن أولوا الأمر في البلد سلاطين إولمدن وعلماؤهم السوقيون.
4- الكلام في الزكاة والصدقات وأنها لاتدفع إلا لمن ولاه السلطان عليها وهم السوقيون.

وبعد ما تقدم شرع الشيخ في بيان سبب تولية السوقيين لهذه المناصب في طول البلاد وعرضها, وأن ذلك بسبب عدلهم ودينهم فقال:

وعلماؤنا هم أهل أمر هذه البلاد وألو ذكرها من جهتين :
الأولى : أن الله أمر بطاعة العلماء وسؤالهم, لأنهم ورثة الأنبياء قال صلى الله عليه وسلم,العلماء ورثة الأنبياء, وقال تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء إلى أن قال: صلى الله عليه وسلم (إن من العلم كهيئة المخزون المكنون لايعلمه إلا العلماء بالله فإذا نطقوا به لم ينكره أحد إلا المغترون بالله ,) ثم تجب طاعتهم من أجل أن الله أمر بسؤال من جمع بين العلم والخشية, وأوجب طاعتهم في الحق, كما يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: (من أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني ) وذلك يشمل جميع حكام المسلمين وقضاتهم وأيمتهم إذا جمعوا بين العلم والخشية , ولاشك أنهم أحرزوا قصب سبق هاتين الخصلتين على التمام في هذه البلاد كما شهد لهم كل ثقة رضى وكل عدل فاضل من المتقدمين ممن عاصرهم وعرفهم كالشيخ جلال الدين السيوطي(1), والشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي(2), والشيخ السوداني محمود التنبكتي(3), الذي قال: فيهم كل من أقيم شاهدا أسأل عن عدالته وجرحته إلا السوقيين فإنهم وجدناهم وجربناهم كلهم عدولا مرضيين تابعين للحق, وقال فيهم أيضا إنا وجدنا الصغير منهم يغلب الكبار من غيرهم, في العلم كحال أجدادهم أهل الحجاز, وكذلك الشيخ أحمد بابا التنبكتي(4), وهو البحر الفهامة سأله مرة أهل بلده عن سميه بابا السوقي وقالوا له أيكما أعلم فقال لهم أنا أروى والسوقي أدرى, وقد عده شيخ الإسلام جدك الشيخ المختار(5) في كتبه البرد الموشى , في تحريم المطامع والرشى, من المجددين في زمانه وكذلك المتأخرون كالشيخ الولي الفهامة العلامة المتفنن البارع في جميع العلوم شيخ جدنا القاضي محمد البشير سيدي المختار الرقادي(6), وابنه محمد الأمين الشيح الصالح الناصح, كانا يثنيان عليهم ويتنازعان معهم كأس المودة والصفاء والموالاة, والإخاء وكذلك العلوي (7), وأبناؤه الأخيار السادة الأبرار, المشهورون بأنهم من أولاد محمد بن الحنفية بن علي كرم الله وجهه, كانوا يزورون السوقيين كثيرا ويراسلونهم بالقصائد البليغة الحسان, في الثناء عليهم, وذكر مئاثرهم , وكذلك شيخ الحقيقة والشريعة سيدي المختار جدك له في الثناء عليهم نظما ونثرا غير ما قليل, حتى قال في قصيدة له في مدحهم: 
ولو كنت بوابا على باب جنة-- لقلت لأهل السوق أنتم لها أهل
إلى أن قال:
والثانيةأن أولي الأمر من ولاة الطوارق كلهم حكمواالعلماء والصالحين من السوقيين في أمورهم كلها, حتى على أنفسهم, واحترموهم وبجلوهم, وفوضوا أمورهم كلها إليهم, فجعلوا يخدمونهم بأنفسهم, بل وولوهم على تولية من شاوا منهم وعزلهم وما ذلك منهم إلا لعلمهم بأنهم أعلم بأحكام الله وأتقى له.
وهذا من زمان دولة (إمزغيرسن)(7) قبل مجيئ (إولمدن) إلى مبتدا دولة (إولمدن) فلما انعقدت الولاية لأول سلاطينهم كرنا بعقد أهل الحل والعقد, من جميع طوائف الطوارق, ومن العلماء الصالحين, من أهل السوق, وغيرهم من المؤمنين, وبيعتهم له, وعقد أمير المؤمنين (بأكدز) العدالالمستناب من عند الإمام الشريف عثمان.
فلما تمت له البيعة من الكل أحضر جميع العلماء والصالحين من بلاده والطوارق وغيرهم وأشهدهم وقررهم بعدما بحث كل البحث وتجسس وتحسس, عن أعلم من في ولايته, من علماء أهل زمانه , وأتقاهم وأرضاهم وأورعهم, وأشدهم لله خشية وأشدهم له خوفا بحيث لاتأخذه في الله لومة لائم, فدله على أهل بلده باتفاق منهم على جدنا محمد المختار(9) بن الولي محمد أحمد بن الشيخ الولي الجليل البشير بن الشيخ الولي القطب الرباني محمد بن يوسف, فقلده خطة القضاء وكتب إلى من بعد عنه (كتادمكت)(10) وغيرهم بذلك, ثم كتب رسالة مضمنها أنها وصية منه إلى من سيجيئ بعده من أبنائه, إلى يوم القيامة أن يقلدوا ذرية هذا العبد الصالح الذي استقضاه باتفاق أهل بلده كلهم على أنه أعلم أهل بلده وأتقاهم, وارضاهم مثل ما قلدوه, ويفوضوا إليهم جميع الأحكام الشرعية ,والوظائف العادية المرتبة بل ويحكمونهم على أنفسهم وعلى من تحت أيديهم, بأخذ الزكاة منهم, وصرفها في مصارفها, وإنفاذ كل ما حكموا به لهم وعليهم من أمر الدين والدنيا, ومصالحها, وبعد ذلك حث الكل على رفع أيديهم بالدعاء على من خالف ذلك من أولادهم بالبوار ودائم الشقاء فامتثلوا أمره هذا.
فكان السوقيون هم السلاطين والحكام وأولي الأمر من هذه الحيثية أيضا في المعنى, من دولة (إمزغيرسن) إلى الآن, وأمراء وسلاطين الطوارق بالاسم فقط, فكيف يجوز لأهل هذه البلاد أن ينتزعوا من السوقيين وظائفهم, المؤسسة على مصالح الدين والدنيا, المشيدة بنا اقتضته قواعد الكتاب والسنة واجتمعت عليه أهل الملة. 
وبقية الرسالة تتحدث عن دور علماء السوقيين في حمل الناس على الكتاب والسنة في البلاد وأنهم هم وحدهم الذين يسوسون أهل البلد على ذلك. 
-----------.

(1) عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين خن الخضيري الأسيوطي المصري المشهور باسم جلال الدين السيوطي، (القاهرة 849 هـ/1445 م- القاهرة 911 هـ/1505 م) من كبار علماء المسلمين.

(2) هو العالم الجزائري المعروف المتوفى سنة (910 ) للهجرة كان معاصرا للإمام السيوطي وله مشيخة على بعض كبار علماء السوقيين في وقته ألا وهو الشيخ أبو الهدى بن محمد الأدرعي السوقي وقد مكث مدة في عاصمة دولة (سنغاي) (غاوا) عند السلطان محمد بن أبي بكر التوري المعروف بالحاج أسكيا أمير مملكة سنغاي، وألف له أجوية عن أسئلة كثيرة وجهها إليه، وهي المجموعة التي عرفت باسم: "أسئلة أسكيا وأجوبة المغيلي" ولعل هذا هو السبب في صلته بعلماء السوقيين.
(3) هوالفقيه القاضي العاقب بن القاضي محمود بن عمربن محمد أقيت (868 -955هـ،
(4) هوالعالم المشهور صاحب التصانيف التي طبقت الآفاق أبو العباس أحمد بابا بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت بن عمر بن علي بن يحيى التكروري، الصنهاجي، الماسي، المسّوفي، التنبكتي.ولد بقرية أرْوان قرب تنبكتو، ونشأ في عصر كانت فيه بلدة تنبكتو قد حظيت في عهد ملوكها (899- 1000هـ/ بنهضة علمية وتعليمية، تمثلت برعاية للعلماء والفقهاء.

(5) هو الشيخ العالم الزاهد نادرة زمانه ووحيد عصره وقدوة السالكين ومربي العارفين سيدي المختار الملقب بالشيخ الكبير بن أحمد بن أبي بكر الوافي الكنتي وينتمي الشيخ الكبير إلى أسـرة فهرية عربية نبيلة ومدرسته من أعرق المدارس العلمية والأدبية فـي صحراء الطوارقولد 1720م \1142هـ وتوفي \1226هـ ببلدة (أوقال) شمال مدينة (تين بكتو) التاريخية الموطن: صحراء الطوارق - جمهورية مالي.

(6) لم تسعف المصادر بترجمة سيدي المختار هذا هو ولا ابنه محمد الأمين.
(7) العلوي من الشعراء الكبار الذي ينتسبون إلى قبيلة (إدوعلي) الموريتانية وعندي شك هل هو سيدي محمد بن بك الشنقيطي أم لا؟ لأني رأيت له قصيدة في ورقة قديمة مكتوبة بخط سوقي وفي آخرها الاسم السابق وعلى كل فلشعراء العلويين في موريتانيا اتصال وشيت جنباته وطرزت حواشية بأروع القصائد ومنها قول واحد منهم ولعله الشاعر السابق.
ولكنني أراك سافرت مفردا = وهل لغريب مرصد من مصــاف
ورافقت قوما لاتعي من كلامهم =سوى ما تعيه من كلام زيـــاف
وجلت على حرف قفارا مهامها =لزورة قوم صالحين عفــــاف
وجبت بلاد ( السوقيين ) بحرقد =ترض حصى قيعانها بخفــــاف

فألفيتهم في الفقه والنحوأبحرا =عقولهم في الفقه غير ضعـــاف

(8) (إمزغيرسن) من القبائل الطارقية المعروفة, وهي التي كانت الزعامة فيها قبل تغلب كاردنا بن أشود وآلاد آلادعلى البلاد الطارقية.
(9) هومحمد المختار المعروف أمد بن محمد أحمد بن الشيخ محمد بن يوسف المعروف إدا إن تكرنات جد قبيلة (إقدش) انظر ترجمته في الجوهر الثمين.
(10) هذا اللقلب يطلق في اصطلاح أهل (منكا) على (إموشاغ) القاطنين في ضواحي (تنبكتو) دون غيرهم.
   *******************
**************
*





بسم الله
 هذه رسالتين  موجهة إلى الشيخ /  محمد بن الهادي وتدل القرائن أنها من كتابة وإنشاء العالم العلامة محمد اكنن بن وافندسن السوقي الجنهاني , والدليل على ذلك رسالة أخرى تتحدث عن نفس المواضيع والحوادث التي تحدثت عنها هذه الرسالة وتلك موجهة أيضا إلى محمد بن الهادي من سيدي المختار بن الشريف انازل وهي : ( بسم الله الحمد لله وحده الذي حكم على نفسه بالدوام وعلى غيره بالإنصرام, ثم الصلاة على من لانبي بعده.
فمن سيد المختار بن الشريف أنازل إلى أخيه في الدين والنسب (محمد بن الهادي) السلام عليك غاية السلام أما بعد:
سبب كتابي إليك إعلام لك علم يقين بلا شك ولاامتراء أن محمد بن انفادسن وأصحابه قد وصلوا إلينا ولا يضرهم شيئ ورأيت براءتك كلهن (كذافي الأصل) وفهمت مافيهن اعلم علما بأنني ركبت مع محمد وأصحابه إلى أميرنا سلطان (آير) وجاوزت معهم إلى (بودال) الملقب بـ(إنشلكين)(1) ووجد عنده كرامة وقبول أمرهم على إقامة برد أموال المسلمين وإني قرأت قرطاسك التي أرسلتها إلى (بودال) وفهمه ما قال فيه برواية الحديث حتى جوزنا بالمبايعة لأجل (__)- كلمة غير واضحة- وبعد ذلك إني ركبت إلى (سكتو) ولقينا هذا الرجل والسلام) هنا انتهت الرسالة التي أرى أنها مرتبطة بالرسالة التي سوف نتحدث عنها وهي:
(لسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله الذي أسبغ علينا النعم والصلاة والسلام على من استمد منه كل ذي كمال وكرم, وبعد :
فقد ذكر لي رسولك ياشيخي وقرةَ عيني محمد بن الهادي أنك تشتاق إلى رأيتي كاشتياق المحب إلى الجلدة التي بين عين المحبوب وأنفه. 
وإن الحب منك لذلك أكيد, والشوق شديد, وذلك هو سؤلي ومناي, والحب مني لك أحضر, ولكن الأعذار تعوق, والمدعي صدوق, وشأن الكُرام قبول العذر من المعتذر, وسيذكر البريد عذر المعتذر لإنصافه.
ثم إنه حثني بأمرك على أن أكتب لك ما أمكن من خبر أهل (غرس) وما جرى في سفرتنا إلى (حن) أدام الله عمرك وعمره, فلم يمكنني خلافه لتنزله منزلتكم بالاضافة إليكم (عليك بأرباب الصدور..البيت).
وأقول : إن أهل (غرس) يحبونك ويجلونك والحب منهم لك منقسم إلى ثلاثة أحباببعضهم يحبك بائتلاف الأرواح في بعض الجهات, وهذا الحب طبيعي ليس في الله ولا في الدنيا, وبعضهم يحبك وسيلة بك إلى الله ليفوز بمطلوبه في الآخرة وهذا الحب كحب التلميذ لأستاذه ليتوسل به إلى العلم والعمل لله, وهذا الحب في الله, وبعضهم يحبك ليتوسل بك إلى مطلوبه وهذا منقسم إلى قسمين إما ليتم له المراد ويتعفف عن السؤال, وهذا الحب أيضا في الله, أو يتم له المطلوب ويتنعم ويتباهى كحب التلميذ للأستاذ ليتوصل به إلى العلم ويفتخر به على الأقران, وهذا الحب مذموم.
وإنما أطنبت في هذا المقام ليفهم قصير الباع أسباب حب الفساق للأولياء.
وينتظرون قدومك من عام أولََُ,وعهدهم كما كان إلا أن طول العهد يُغير, قال الشاعر:
ومن ذا الذي ياغر لايتغير.
إلا أن يكون الحب رسيسا قال الشاعر: 
إذا غير النأي المحبين لم يكد = رسيس الهوى من حب مية يبرح
وأما أهل (غلال) و(تشلت) و(أحمد غجيري) التكايستي 
(1) السيد منهم لالهم, فكما تريد وكما تحب وكما تظن, ومن سواهم لانهضاتٍ تامةً لهم إلى شأو المعالي, ولا رغبة لهم في أوج الكمال, وإن الشيخ سيد محمود لايقوم بأمرنا قيامَه بفساد في أهل (غرسوأما الحسن(البرابكي) فحدث عن البحر ولاحرج, وطبلهم (كتا)(2) كما سمعت من حب أهل الإسلام, ولكن بحر ظلم أشقى الأشقياء (انتلكين)(3) قد طم, وانفتق, وهو يداريه أو يداهنه.
وأما أمير (سكتو) فقد أخبرني الثقة المختار بن أنازل أنه حلل (غزو بلادنا)وعلل بعدم (نصب الإمام) ومنعني الكتب إليه أنهم من حرم شيخي (في التلقين) المتوفى رحمه الله خليل الله وإني كتبت إليهم وكتب إليهم المختار بن أنازل في شأن (-) فلم يردوا لهم الجواب.
وإنا سافرنا إلى الولي (حن) (4)لنعلم هل يُجمع (التوارقأمرهم لأهل (غرس) فننتظر من تكون له العزة فنقيم في (بلادنا) إن كانت لنا أو ننتقل من بلاد الخوف الأهم إلى بلاد الخوف المهم, إن كانت لهم أذلهم الله ووصلنا إليه وهو على أوفاز من السير, من عند (السلم) إلى جماعة (الكوِ)(5), فسألوني عن الخبر فأخبرتهم الخبر وشرطت (للتوارقتعظيم الشيوخ, ولو من جهة اليمين بمحضر الشيوخ فصدقوني – أي الشيوخُ-والأمير حينئذ دنف ووعد الشيخ إن برئ أن يتم له مراده مما سافر لأجله فلما وصلنا إلى (الكو) وجماعته ناجاني أبناء (الصتل)(6) وألزموني أن أقلل لهم عدد الأعداء وعددهم لما علموه من فرارهم وحرصهم هم على القتال , وأتيناهم وهم في شأن التجهيز للغزو إلى أهل (أهلوات), فكفهم الشيخ عن ذلك طلبا للجمع ونزلنا عليهم بيتا بيتا وناجيناهم وحدانا ومجتمعين, وصرحوا بأنهم لو لم نأتهم لانتقلوا إلى (تجانت)(7) وجلوا عن أوطانهم وعالجناهم أشد العلاج لنردهم إلى هذه البلاد, ولايزال الشيخ ينصحهم كل يوم وليلة حتى في ثلث الليل الآخر, وينبههم من منامهم لشدة الحرص على اجتماعهم, فقضوا لنا مرادنا بظاهر حالهم والمطلع على السرائر الله.
وكتبنالهم آيات على لوح وغسلناها في إناء نظيف وشربوا الماء (آية ربنا أفرغ علينا صبرا إلى الكافرين).
ثم إنا لانزال نقرأ العشرينيات والتفسير ونطالع القصائد (لحن) وغيرها وجمع الشوارد للشيخ , وندعو بعد قراءة الحزب والتفسير على الأعداء أو يدعو الشيخ ونؤمن ولانزال كذلك نصحبهم ونعالجهم ونقص عليهم القصص فذكرت ما ذكرت ونسيت مانسيت, وضيق الكاغد يمنع من الاطناب حتى وصلنا إلى (إنتتغن) فنزلنا على أهل (تكرنات) وطلب منهمالنقلة إلى (فسنفسفأبوا النقلة وأمرهم وأمرنا أيضا بالجهاد واستعمال الآلات ويستدل بحديث (الجهاد ماض في أمتي إلى يوم القيامة) وغيره من الأحاديث والآيات ونحن نزلنا عليهم يوم الثلاثاء فلما أتى علينا يوم الجمعة زرنا قبر محمد بن يوسف فرآه المكي بن خالة محمد بن الشيخ (انتكلسوت)(8) فقال له أهلا وسهلا بكم جميعا, .
-
(1) هو بضال بن ختوت بن كتمي بن كرظا زعيم ابناء كاردنا في دنك وهو من نفس عائلة الزعيم محمد بن الخرير
(2) أحمد كجيري من سادات كل (غرس) وقد ذكره وزيرمحمد بلو صاحب كتاب انفاق الميسور بقوله:
ألا أبلغ توارق أهل إزبن= علانية فقد ذهبالسرار
فأين سراتكم سيدي بن بريهم = ونجل (كجيري) مشئوم قدار
(3) المقصود بالطبل في مصطلح أهل (غرس) سيد القوم بخلاف طوارق الغرب فالطبل عندهم نفس الآلة وهي رمز السيادة لدى الطوارق في كلتا الحالتين.
(4) انتلكين هو لقب بوضال بن كتمي بن كرظا.
(5) هو شيخ الشيوخ وقاضي القضاةالعلامة محمد بن محمد المختار بن محمد البشير الأنصاري السوقي المعروف (حن)من قبيلة (إقدش).
(6) ايلكوِ سيد من سادات قبيلة كل (كل أهارا) وهووالد الترغيب بن الكو(7) أبنا الصتل يقصد بهم قبيلة كل (أهارا) وهم من أشد أبناء (كاردنا) شكيمة ونجدة, بل هم الجمرة التي لاينطفي منها اللهب. 
(8) لعل المقصود بها موريتانيا الحالية.(9) المكي هو جد المشاهير من كل تكرنات وهو ابن بابا بن محمد الملقب (أغدانفاس)بن أحمد بن محمد بن إدا انتكرنات وانتكلسوت هو لقب العالم العلامة محمد أحمد بن محمد الشيخ من قبيلة (كل تكرنات).
*****************
ومن الرسائل المهمة التي عثرت عليها أثناء رحلتي الصيفية هذه الرسالة وهي في غاية الأهمية لولا بتر حام حول الورقة التي كتبت فيها , وهذا من الأسباب التي جعلتني أتردد في كتابتها, ولكنني فضلت الاستفاد منها على كل حال وهي:
( الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لانبي بعده.
وبعد: 
فمن عند البشير بن محمد بن البشير, إلى عامة أهل (تكرنات) عموما وخصوصا أبناء (إنتكلسوت) سلاما يعبق بالروح والريحان, ويتضرع عن ظلال السكينة والإمتنان, يؤم ساحتكم, ويصافح بالهناء راحتكم, وبعد فأريد من الله ثم منكم, أن تبعثوالي بخبر أهلي إن بقي منهم بقية, وأسمع أن عمي هناك اسمه( المحنامحمدالمختار بن البشير) وهل هو حي أم لا؟, وابحثوا لي في خبرهم , وابعثوا لي هنا في (موجبيه) وإن سألتم عني فأنا الذي (----)- كلمة غير واضحة- ابي منذ خمس وثلاثين عاما أوأربعين, (---) سقط وعاش في (تفلالت) وتزوج في (تجكانت)
(--) وطلعت فيهم أنا وأخي ومات هناك في (تجكانت) وجئت هنا في (لمجبيه) أبحث (-------------------) وبقية الرسالة مهمة ولكن عدت عليها عوادي الزمن فلم نستطع الوصول إليها.
************
ومن الفوائد التي تجلت في هذه الرسالة في نظري مايلي:
1- أن هذا الرجل السوقي الذي توفي في تجكانت اسمه محمد بن البشير, وهو الرجل المتغرب عن وطنه.
2- أن في قبيلة (مجبيه) بعض ذرية هذا الرجل الذي يظهر أنه من كل (تكرنات), كما أن فيهم بعض بيوتات من كل(جنششي)أيضا كما صرح به الكثير منهم.
3- اهتمام السوقيين بأنسابهم, وإنفاق الغالي وإنضاء الرواحل في الحفاظ عليها.
4- العلاقة بين السوقيين وبين القبائل الموريتانية, وأنها علاقات جوار ونسب أيضا.
رابط 
                                                                      http://www.alsoque.com/vb/showthread.php?t=628

صور من آثار تادمكت


























     

الأحد، 7 أبريل 2013

رسالة الشيخ محمد بن إن البش - القرن الثاني عشر الهجري


رسالة منقولة بخط الثقة العالم العلامة محمد بن الهادي الأدرعي السوقي, وهي:
(قال محمد بن إن البش السوقي, في رسالة أرسلها إلى عمر أك مها, وأعمار عمه, يعتذر لهما في أمر أك الخليل ما نصه: (فلا يخفى أن أول تسمى باسم القاضي من حفدة (تغيدت) بنت أق سم , خالي عمر الداني, ثم خالي أكلِ ثم بعده تولاه ابنه خالنا محمد وقد ولي قضاء هذه البلادمحمد بن عال مع أن القضاء حينئذ لم ينعقد بعد, ثم بعد موت محمد بن أكلِ وقعت المشاورة بين الإخوة فتفرق الأمر بينهم فصالحوا على المبايعة بتعدد القضاء على ثلاثة, فبايعوا محمد بن آيا في (آضغاغ) وبايعوا محمد بن أشروا في بلده, وبايعوا محمد بن البرجي في بلادكم هذه ولم يزل عقدة القضاء فيها خلفا عن سلف إلى الآن).
وقد علق محمد بن الهادي على هذه الرسالة بما يلي:
1- (وقد ولاه الحاج محمد بن اسكيا في بلادهم وهم من أهل القرن التاسع وأول العاشر).
2- (وهذه الجدة شريفة من ذرية علي رضى الله عنه كما رأيت في النقول القديمة والله اعلم).
3- وهنا ك طرة ثالثة لم استطع قراءتها- الخرجي-

*********
***
*

ومن الرسائل رسالة وجهها العالم العلامة الشيح حام بن محمد الأمين الجلادي وهو من علماء القرن الثاني عشر الهجري , وقد طبقت شهرته آفاق الصحراء الطارقية ولهذا العالم الفضل في ترجمة القرآن الكريم باللسان الطارقي وأخذعنه هذه الترجمة كثير من العلماء في وقته إلى زعيم (إولمدن) السلطان كاوا بن السلطان أما بن السلطان أق الشيخ بن السلطان كاردنا بن أشود الطارقي الإموشاغي, ونص الرسالة بعد النصيحة والموعظة هو: (إعلم أن الناس جميعا من (دنك)(1) إلى (ولاتة)(2) عيالك, - مصارنك- البرابيش(3)- تنبكت(4)- الأنصار(5)- كنت(6)- إجلاد(7)- إلى أن قال : واعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصى بالأنصار وقال: الله الله في الأنصار اقبلوا من محسنهم , واصبروا عن مسيئهم, الأرض أرضك والبلاد بلادك, (إوْرغن) عبيدك ورعاتك, وأما الأنصار فهم أنصارك, ولولاهم ما لبست سروالا لأنهم أهل البلد قديما وحديثا حقا صرفا والسلام)(1).  



(1) كلمة( دنك) يطلقها طوارق مالي على منطقة (تين تبراضين) وتقع شرق شمال جمهورية النيجر.
(2) ولاتة مدينة تاريخية وهي تقع على بعد 1200 كلم شرق نواكشوط.
(3) البرابيش من القبائل الحسانية ، وكانوا ضمن الهجرة الهلالية إلى الشمال الأفريقي كما صرح بعض العلماء وتواجدهم في منطقة تنبكتو من قديم.
(4) يقصد بتن بكتو المعلمة التاريخية المشهورة, (5) الأنصار أطلقها هكذا ومعلوم أن ألإنتساب إلى الأنصار تشترك فيه عدة قبائل سوقية وغيرها في مدينة تن بكتو وضواحيها, (6) كنتة من القبائل العربية التي استوطنت منطقة تن بكتو من قديم. (7) اجلاد هم من القبائل المعروفة بالعلم في صحراء الطوارق. 
(8)- انظر الجوهر الثمين الفصل السابع من الباب الأول ص/ 72 من المخطوطة.