الأحد، 7 أبريل 2013

رسالة الشيخ محمد بن إن البش - القرن الثاني عشر الهجري


رسالة منقولة بخط الثقة العالم العلامة محمد بن الهادي الأدرعي السوقي, وهي:
(قال محمد بن إن البش السوقي, في رسالة أرسلها إلى عمر أك مها, وأعمار عمه, يعتذر لهما في أمر أك الخليل ما نصه: (فلا يخفى أن أول تسمى باسم القاضي من حفدة (تغيدت) بنت أق سم , خالي عمر الداني, ثم خالي أكلِ ثم بعده تولاه ابنه خالنا محمد وقد ولي قضاء هذه البلادمحمد بن عال مع أن القضاء حينئذ لم ينعقد بعد, ثم بعد موت محمد بن أكلِ وقعت المشاورة بين الإخوة فتفرق الأمر بينهم فصالحوا على المبايعة بتعدد القضاء على ثلاثة, فبايعوا محمد بن آيا في (آضغاغ) وبايعوا محمد بن أشروا في بلده, وبايعوا محمد بن البرجي في بلادكم هذه ولم يزل عقدة القضاء فيها خلفا عن سلف إلى الآن).
وقد علق محمد بن الهادي على هذه الرسالة بما يلي:
1- (وقد ولاه الحاج محمد بن اسكيا في بلادهم وهم من أهل القرن التاسع وأول العاشر).
2- (وهذه الجدة شريفة من ذرية علي رضى الله عنه كما رأيت في النقول القديمة والله اعلم).
3- وهنا ك طرة ثالثة لم استطع قراءتها- الخرجي-

*********
***
*

ومن الرسائل رسالة وجهها العالم العلامة الشيح حام بن محمد الأمين الجلادي وهو من علماء القرن الثاني عشر الهجري , وقد طبقت شهرته آفاق الصحراء الطارقية ولهذا العالم الفضل في ترجمة القرآن الكريم باللسان الطارقي وأخذعنه هذه الترجمة كثير من العلماء في وقته إلى زعيم (إولمدن) السلطان كاوا بن السلطان أما بن السلطان أق الشيخ بن السلطان كاردنا بن أشود الطارقي الإموشاغي, ونص الرسالة بعد النصيحة والموعظة هو: (إعلم أن الناس جميعا من (دنك)(1) إلى (ولاتة)(2) عيالك, - مصارنك- البرابيش(3)- تنبكت(4)- الأنصار(5)- كنت(6)- إجلاد(7)- إلى أن قال : واعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصى بالأنصار وقال: الله الله في الأنصار اقبلوا من محسنهم , واصبروا عن مسيئهم, الأرض أرضك والبلاد بلادك, (إوْرغن) عبيدك ورعاتك, وأما الأنصار فهم أنصارك, ولولاهم ما لبست سروالا لأنهم أهل البلد قديما وحديثا حقا صرفا والسلام)(1).  



(1) كلمة( دنك) يطلقها طوارق مالي على منطقة (تين تبراضين) وتقع شرق شمال جمهورية النيجر.
(2) ولاتة مدينة تاريخية وهي تقع على بعد 1200 كلم شرق نواكشوط.
(3) البرابيش من القبائل الحسانية ، وكانوا ضمن الهجرة الهلالية إلى الشمال الأفريقي كما صرح بعض العلماء وتواجدهم في منطقة تنبكتو من قديم.
(4) يقصد بتن بكتو المعلمة التاريخية المشهورة, (5) الأنصار أطلقها هكذا ومعلوم أن ألإنتساب إلى الأنصار تشترك فيه عدة قبائل سوقية وغيرها في مدينة تن بكتو وضواحيها, (6) كنتة من القبائل العربية التي استوطنت منطقة تن بكتو من قديم. (7) اجلاد هم من القبائل المعروفة بالعلم في صحراء الطوارق. 
(8)- انظر الجوهر الثمين الفصل السابع من الباب الأول ص/ 72 من المخطوطة.





هناك 3 تعليقات:

اغنب يقول...

وفي القرن الثامن عشر الميلادي، يلخص الشيخ الكبير الكنتي وضعية أزواد بقوله:" ونحن في زمن فاسد وبلاد سائبة، والتغلب فيها للتوارق". ويضيف، متحدثا عن نظام حكمهم للأرض:" وليسوا كحال الولاة الحاملين على ما هم فيه". وجريا على عادة امقشرن عرض سلطان إولمدن أُكَدِدَ، على الشيخ الكبير الكنتي رئاسة أرض أزواد، قائلا:" يا شيخ، ألا ترى إلى فساد العامة وعوث الظلمة بالفساد في البلاد، ولا تسمع الكلمة إلا منك، ولا ينفع الدفاع في رد ذلك إلا أن يصدر عنك، فأنت المكلف بتقويم الأمة، وإقامة حدود الملة. وقال بمثل ذلك القاضي الصالح بن محمد البشير السوقي - وسائر إخوان أكدد وأبناء عمه- وإنا جميعا في قبضتك، وتحت حكم سيادتك، نأتمر بأمرك، وننتهي لنهيك؟". فقال الشيخ الكنتي:" إنما أنا رجل من سائر المسلمين، وما قصرت قط في جلب أو دفع أرى أن عائدة نفع تعود منه على الإسلام وأهله، وما طلبت في ذلك صاحبا ولا عونا ولا غاشية، فادفعوا جهدكم، وأنا من ورائكم. وأما أن أترأس أو أتعاطى ما يتعاطى أهل الولاية، فما لا يكون أبدا. وأما أنت، يا أكدد، فإن صحت نيتك وعاقدت الله تعالى على العدل في سيرتك، ضمنت لك على الله تعالى استقامة الدولة، وشدة الصولة، حتى لا يقاومك معاند، ولا ينالك بما يضرك مُكائد". وكذلك عُرضت رئاسة أزواد في نفس الفترة على زعيم قبيلة كل انتصر العربية في صميمها العلامة محمد المختار بن محمد علي بن محمد أملن، فقد كتب له أعيان قومه ومن ينسب إلى العلم من إكلاد كتابا بالمبايعة له برسم الإمارة وأنه أهل لها، وكتب له بذلك أيضا جميع انتصر وإكلاد والرماة والبرابيش وإكودرن. فجاء إلى الشيخ الكبير الكنتي، ونصحه الأخير قائلا:"

اغنب يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
اغنب يقول...

إن الرماة لو أن لهم قدرة على تولية أحد ولّوا واحدا منهم، فما خرجت الولاية من أيديهم إلا بعدما عجزوا عنها، وأما البرابيش فهم[ في أرض] التوارق، وأما انتصر وإكلاد فـ[ زوايا]، وأما كناتة فلم يدخلوا تحت ولاية سلطان من زمن عقبة المستجاب إلى يومنا هذا، ولا يدخلون تحت ولايته آخر الأبد، وإنما هم زوايا: مَن لم يكن منهم في شغل بطلب العلم كان في شغل بطلب مَعاشه من ركوب الأسفار واقتحام الأخطار، وأما التوارق فمتغلبون، لا ينقادون لذي سلطان. وعلى تقدير تأهلك للخلافة، فأين الأجناد التي تصول بها؟ وأين العدة التي تقوى بها؟ وإذا كان لك جند، فمِن أين لك بيوت الأموال التي تنفق منها على الأجناد وتبذلها في استجلاب الأمداد؟ فإن كنت ذا نية صالحة في طلب الإمرة، وكان الله تعالى قد قدرها لك في سابق تقديره، فاسْعَ في تحصيل شروطها وتهيئة أسبابها بوجه لا ينقض عروة ديانة، ولا يخل بمروءة ولا صيانة، وإن يكن غير ذلك، فإياك والدخول في باطل، والسعي في ما لا تحصل منه على طائل". فلم يزد الرجل على أن مزق المكتوب ودفنه، وتنصل من ذلك وتبرأ منه وهوّنه. هذا، مع إن إولمدن كان لديهم قضاتهم من قبيلة كل السوق العربية في صميمها المشتهرة بالعلم وبتعاطي الشعر أيضا. ورغم أن إولمدن، الذين استمرت دولتهم في أزواد أكثر من قرنين من الزمن، كانوا قد بسطوا نفوذهم على غالب أرض أزواد، إلا أن النزاع القديم الجديد بينهم وبين قبائل تدمكت حال دون بسط نفوذهم على سائر بوادي أزواد، ولو لفترة من الزمن. فقد ثار عليهم الغمير بن أبتيت بن محمد المختار بن عومر بن اللاذ التدمكتي ، حين ثار على خميكا عم أبيه سلطان تدمكت الذي كان تحت وصاية إولمدن، "وخرج عنه في جماعة وافرة من أبناء اللاذ وأكثر قبائل تدمكت، فانحاز خميك إلى إولمدن مستنجدا لهم فأنجدوه، فكانت بينهم وقعة ايرانتكيفت، وكانت الهزيمة فيها على خميكا ومن معه، وقتلت منهم مقتلة عظيمة. ثم خرج إليهم في سائر إكوادرن، فكانت وقعة آركون، فكانت الهزيمة فيها على قوم الغمير، بعد ما نيل من أصحاب خميك وقتل من إولمدن زهاء المائة، وفيهم أبناء أخوات أمّ ومهمد بن أك الشيخ، ولم يبق بيت من بيوتات إولمدن إلا وقتلوا منه قتيلا أو قتيلين أو أكثر، فكانت إولمدن على عداوتهم وحربهم يدا واحدة، فغزوهم بجيش جرار حتى ألحقوهم ببلاد بنبرَ ووغّلوهم فيها، وأغاروا على كثير من أتباعهم وأشياعهم، ثم رجعوا عنهم. ثم ضاقت الأرض على الغمير ورجاله بما رحبت، فبعثوا بالكتب إلى الشيخ سيدي المختار الكنتي يستغيثونه، فركب إليهم في جماعة من طلبته وخاصته، فتلقوه بالكرامة والإكرام، وأهدى إليه الغمير ما لم يهده قبله أحد من آبائه عينا وبقرا وعبيدا وأثاثا. فأمره بالشخوص معه حتى يفد به على جميع قبائل إولمدن في دارهم. فحاص من ذلك جميع أعوانه وإخوانه حيصة حمر الوحش، وقالوا: وروده على إولمدن بحدثان موت أعزائهم في دارهم ما لا يكون ولا يتصور! وسكن هو تحت جريان الأمر، وقال: يا شيخ، لو أقحمتني النار أو جشمتني البحار لاقتحمت جمر النار ولَخُضْت لج البحار، وإني طوع أمرك الرشيد، وتحت كنفك المشيد. فركب به الشيخ ووفد به على جميع أحياء إولمدن، فما منهم إلا من تلقاه بالسهل والرحب، وبسط له كنف الكرامة والحب، حتى نزل به على أبناء أك الشيخ فأكرموه وأعطوه ما لم يعطوه لأحد من آبائه، وقدموه على تدمكت، فتمت له الكلمة فيهم، وجمع الله له بعناية الشيخ وسياسته إلى ولاية أمر تدمكت ولايةَ أمْرِ إولمدن؛ فكانوا يفِدون إليه وفادة الرعية إلى سلطانها، فيعطيهم العطايا الوافرة" .