الخميس، 19 يونيو 2014

مخطوطات السوقيين في مركز احمد بابا التنبكتي

كلمة الشيخ / أحمد زكي يماني 
رئيس مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم 
تجسد المخطوطات الإسلامية أصالة وعراقة التراث الفكري والثقافي للحضارة الإسلامية عبر أربعة عشر قرنا من الزمان , منذ تنزيل القرآن الكريم من لدن عزيز حكيم على سيد البشر أجمعين وحتى عصرنا الحاضر ,وتولى مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي هذا الأمر جل اهتمامها بهدف جمع المزيد من المعلومات عن جوانبه المختلفة ,واستكمال وتحديث وتأكيد ما سبق جمعه في الماضي .
ولقد بدأت المؤسسة على بركة الله ,واستهلت جهودها بتنفيذ مشروع المسح الدولي الشامل للمخطوطات الإسلامية ,فكان بحق عملا علميا رائدا تميز على كل ما سبقه من جهود مماثلة في هذا المضمار ,من حيث شموليته واتساع قاعدته وعدد الدول التي شملها واللغات التي خطت بها المخطوطات .
بالإضافة إلى المعلومات الغزيرة التي أمكن استكمالها وتأكيدها وتحديثها من خلال هذا المسح عن المجموعات المعروفة من المحفوظات وتفاصيل فهارسها إن كانت موجودة , فإن المسح قد تضمن وصفا للعديد من المجموعات الخاصة ,وأغلبها لم يكن من قبل معروفا للباحثين أو أعدت له أية قوائم أو فهارس ,ولا يخفى على المتخصصين مقدار الجهد اللازم لاستكمال فهرسة المجموعات الضخمة من المحفوظات أو تصحيح وتحديث الفهارس التي سبق إعدادها ,وهذه المهمة تستغرق سنوات عديدة إذا واجهت ظروفا مواتية ولقيت تعاونا طيبا من جانب الحكومات والجامعات والمؤسسات الخاصة ,لذلك فإن إمكانية جمع كافة المعلومات التفصيلية عن جميع المخطوطات الإسلامية الوجودة في الوقت الحاضر تعتبر أملا يطول مداه ويصعب تحقيقه .
وتوجد في دول غرب أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى مجموعات نفيسة من المخطوطات الإسلامية غير معروفة وغير فهرسة ,وفي كثير من الحالات فإن سنين الإهمال الطويلة عرضتها للخطر وجعلت الحفاظ عليها أمر ضروريا وملحا ,ومن هذا المنطلق فإن المؤسسة بدأت برنامج موسعا لإعداد قوائم للمخطوطات في مالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والسنغال .
ونظرا إلى أن هذه المهمة عاجلة ومحلة ,فقد اخترنا لها أن تتم بصورة تجمع بين الأسلوب التقليدي المألوف للقوائم الذي يفتقر إلى تفاصيل من ناحية ,والتعمق الأكبر في المعلومات مثلما تتضمنه الفهارس الشاملة لمجموعات المخطوطات الإسلامية في عديد من دول أوربا والشرق الأوسط من ناحية أخرى ,وبهذه الطريقة نأمل في أن نكون قد جمعنا بين متطلبات تنفيذ العمل بسهولة وتقديم المادة العلمية الكافية في تحديد الوقت المتاح .
والمجلد الذي بين أيدينا هو الثاني في سلسة قوائم المخطوطات الإسلامية في أفريقيا الغربية ,التي تصدر تباعا لكل دولة على حدة بمشيئة الله ,لتكون مكملة للفهارس الشاملة للمخطوطات الإسلامية التي تصدرها المؤسسة عن أجزاء آخرى من العالم ,و يوحدنا الأمل أن يؤدي برنامج النشر الذي تنفذه المؤسسة إلى إيجاد توعية أشمل بهذا المجموعات ,كخطوة أولى نحو الحفاظ على كنوز التراث الإسلامي النفيس. 
وفقنا الله إلى ما فيه خير للمسلمين .
أحمد زكي يماني 
*******
كلمة إدارة المركز 
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة نشر هذا الجزء الأول من فهرس مخطوطات مركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية ,يسرنا أن نقدم للقارئ معلومات عن هذا المركز وكتبته ,وكذلك تفصيلا للمنهج المتبع في جرد المخطوطات.
وفقا للقرار رقم 3324 الذي اتخذ من الدورة الرابعة عشر للمؤتمر العام لليونسكو ,عُقد اجتماع للخبراء البارزين في ميدان المصادر المكتوبة للتاريخ الإفريقي . وفي هذا الاجتماع ,الذي حضره عدد من الباحثين العرب والأفارقة والأوربيين ,تقرير إنشاء مركز للوثائق والبحوث التاريخية في منطقة حوض النيجر . وأجمع الحاضرون على أن يكون المركز تنبكتو وأن يحمل اسم أحمد بابا التنبكتي . وبناء على التوصيات المنبثقة عن الاجتماع ,أصدرت حكومة مالي , 23 يناير 1970 ,مرسوما يقضي بإنشاء هذا المركز الذي تم بناؤه بفضل المساعدة المالية التي قدمتها دولة الكويت لشقيقتها مالي .وافتتح المركز رسميا في الثامين عشر من نوفمبر 1973 ويعمل بالمركز عشرة من الباحثين ,أغلبهم من علماء التاريخ والجغرافيا والأعلام .
يسعى المركز لتحقيق عدة أهداف ومشاريع ,أولها البحث والتنقيب عن المخطوطات والوثائق القديمة ,وذلك لإجراء مسح شامل لمنطقة حوض النيجر لهذه العبارة ,أي المنطقة الواقعة بين موريتانيا وغرب جمهورية السودان ,وتشمل كلا من جمهورية مالي ,وبوركينا فاصو ,وجمهورية النيجر ,ونيجيريا ,وتشاد ,تشمل المناطق الصحراوية من شمال إفريقيا (المغرب العربي الكبير) .
يسعى المركز كذلك لتجميع مخطوطات هذه المناطق المتناثرة عن طريق الهبة والشراء والإعارة ,ليقوم بما تحتاج إليه من الترميم والصيانة ,بعد تصنيف أوراقها المبعثرة وتجليدها . وخصصت لها صناديق تقيها من الرطوبة والغبار , وهما من الآفات التي تهدد الكتب والمخطوطات في كل بلاد الصحراء .

تحتوي مكتبة أحمد بابا الآن على أكثر من تسعة آلاف مخطوطة ,منها خمسون مكتبة باللغات الإفريقية والتركية ,مع أنها كتبت بالأحرف العربية . وأقدم مخطوط بالمكتبة يرجع إلى القرن السابع للهجرة .وكُتبت مخطوطات المكتبة بعدة خطوط منها ,الشرقي ,والمغربي ,والصحراوي ,والسوقي ,والسوداني . (ولكل نوع من الخطوط تنوعات عديدة ,فذكرنا الأنواع الرئيسية فقط) .
ويهدف المركز أن يؤلف فهرس مختصر التفاصيل ,يصف كل المخطوطات الإسلامية المحفوظة في مكتبته . وقد رتبنا المجموعة ترتيبا جديدا في أثناء ذلك ,فسجلنا الكثير من المخطوطات تحت أرقام جديدة أشرنا إليها في هذا الفهرس.
أخيرا نطلب من كل المستعلمين لهذا الفهرس أن يقدموا جزيل الشكر لمؤسسة الفرقان ,التي قامت بنشر هذا العمل القيم وأخرجته إلى النور ,بعد الجهود الفائقة التي بذلها جميع الباحثين بالمركز , خدمة للتراث الإسلامي , ونرجو من القارئ أن يسامحنا ما أخطأنا ,فبسبب الجهل نخطئ ,ومن أخطائنا نتعلم ,والكمال لله وحده و فوق كل ذي علم عليم .

والله ولي التوفيق والعون
رابط العناوين 
http://alsoque.com/vb/showthread.php?t=2075