الخميس، 30 مارس 2023

هارون بن محمد الحسني الإجدشي السوقي

 هارون بن محمد الحسني الإجدشي السوقي :

هو العلامة هارون بن محمد بن أحمد بن كَلِكَ بن القاضي محمد بن القاضي اكل الحسني الدغوغي(1) .
وصفه تلميذه العلامة الشيخ محمد بن الهادي السوقي في كتابه فقال : (أخبرنا شيخنا العالم العلامة هارون بن محمد الدغوغي) (2) .
وذكره الشيخ العتيق في كتابه فقال : نهضة عمنا الشيخ الشاعر هارون بن محمد من سبط أحمد الأحمر بن علي بن يحي وهو من أهل القرن الثالث عشر عاصر من في أوله ومن في آخره من الأعيان وجرت بينه وبين معاصريه ماجريات شعرية وكان في أيام الأمير النابغ بن كاو ، وحضر حروبه مع بضَال بن خَتُّوت سلطان دنك وحروبه مع الخارجين عنه من السودان ، وكانت في أيامه دولة آل فودي في سكتو وتابعهم طوارق دنك وسودان نيجر ممن كان قبل في حكم آل كاو فخاف من جنوده أهل بلادنا جميعا وانسدت عليهم أبواب التحيل للخلاص منهم ، فقام الشيخ هارون المذكور مقاما هاشميا وتأمل حالة أهل بلده فتبين له عجز جميعهم عن تخليص الوطن وأنه لا يدفع عن الوطن وأهله إلا هو أو مثله فخاطب إمامهم محمد بلّو بن عثمان بقصيدة أولها :
إلى سيد سادت جدودته قبل
كذاك يسود بالجدود له النسل

إلى الشيخ نجل الشيخ والعلم الذي
له اخضوضعت في عزها البيض والكحل

ثم مضى في مدائحه وتهنئته بظفره وفتوحاته لبلاد أعدائه والاعتراف بإمامته إلى أن قال :
بعثت بهاتي بيعة مستمرة
تقوم بما قامت به اليد والرجل

فلا تستقل اليوم ذا من عجالة
مشوشة ، فالطل يعقبه الوبل

وهي طويلة أو متوسطة وسأنقل جميعها في ترجمة ناظمها ، فلما بلغت القصيدة إلى الإمام محمد بلّو فرح بها وعظم ناظمها وكف جنوده عن بلاد الناظم ومنعهم من إعانة من يستعين بهم من أهل دنك على أهل أترم فلم يسمع منهم أدنى أذى لمن ببلاد الناظم إلى أن مات .
ثم كانت ثورة الحاج عمر بن سعيد الفوتاوي القائم برسم الجهاد في بلاده إلى بلاد ماسنة إلى تنبكت وما حولها من رعايا إولمّدن فعظم الرعب من جنوده حتى خاف منهم أهل أهكار فيما قيل ، وبعثوا إلى الحاج عمر يناشدونه أن ينكف عن بلادهم ، وهمّ الأمير النابغ بغزو عماله الذين تغلبوا على بلاد تنبكت وما حولها من أوطان الطوارق فأرسل إليه الشيخ سيد المختار بن سيد محمد بن الشيخ الكبير المختار بن أحمد الكنتي ينهاه عن ذلك وأرسل إلى قضاته أبناء الشيخ سَلْه ليكفوه عن الغزو ويحذروه من التعرض لمدافعة الحاج عمر فخاف الناس من جنوده وأيسوا من مدافعتهم ، وجعلوا يتغلبون على بلاد الطوارق بلدا فبلدا حتى خيف من استيلائهم على موضع السلطنة العظمى الذي يسكن فيه النابغ وجميع العلماء السوقيين فأنشد الشيخ هارون المذكور قصيدة يخاطب فيها إمام الفوتاويين وأولها :
إلى الأمير العظيم الشآن في الدين
مني سلام يفوح كالرياحين

ومنها :
يا ثائرا ثار للعليا بهمته
يرجو بذلك أجرا غير ممنون

عدلت والناس في شؤم وذبذبة
عن المشائم قصدا للميامين

وهي طويلة وسأوردها بتمامها في ترجمة ناظمها ، وقال في آخرها :
وإنني لو قدرت أن أعينكم
أعنتكم بالرماح والسكاكين

لكن مثلي ، وضعف المرء معذرة
يصغي إلى آية من سورة التين

يريد قوله تعالى { ثم رددناه أسفل سافلين } إشارة إلى ضعفه وكبره .ثم ختمها بقوله :
ها إن ذي بيعة تجلو بصحتها
دياجي الشّك من وحي الشياطين

وإنها وهدايا الخير مرأمة
هدية من عبيد الله هارون

فلما وصلت القصيدة إلى الحاج عمر عظم موقعها في قلبه وفرح بها وكف بسبب ناظمها عن الوطن الذي هو فيه ونال الناس الأمن ببركة نهضته وشعره وانصرفت جنود فُوتَا عن ساحته .
والحاصل : أن جنود الفلان الدعاة من جهة المشرق في هَوْسَا وما والاها من بلاد الطوارق إلى دنك وجنود فُوتَا الدعاة في المغرب من البحر المحيط إلى تنبكت ، ما دافعهم عن البلاد التي تحت حكم آل كاو ، أي مدافع من أهل النجدة ولا يستطيعون مقاومتهم ولولا أن الله منَّ على الوطن وأهله ببركة هذا الشيخ وقلمه لا استأصل الفلان وفُوتا جميع من كان مع إولمّدن جزاه الله عن سعيه أحسن الجزاء
فإن قلت : كيف تمدح هذا الشيخ وقد نقض بيعة أميره الذي يجاوره ويقرر كثير من أصحابه أن بيعته هي اللازمة لهم وليس لهم الخروج عنه ثم نقض بيعته إمام سكتُو الذي أرسل إليه بيعته .
فالجواب : أنه لم ير إولمّدن أئمة يمنع الخروج عنهم إنما يراهم غالبين من استطاع أن يخرج عنهم فلا عليه إذا أمن فتنة أو رذيلة ، وقد رأى من ضعفهم عن مقاومة جنود أهل سكتُو ما دعاه إلى الخروج عنهم إليهم ، لأنهم أعلم وأقوى شوكة وأشد اتباعا للسنة وإنكار للبدع وقد تبعهم كثير من علماء دنك وأمرائها ثم ساء التفاهم بين أمراء دنك التابعيين لأهل سكتو وبين أهل بلاد الناظم وصادف ذلك تعلب الحاج عمر على أعمال تنبكت واستيلاءه على كثير من الطوارق وإذعان أهل الشوكة من جميع الأقاليم له حتى كتب الشيخ سيد المختار بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ الكبير المختار الكنتي إلى الأمير النابغ بن كاو لما سمع أنه يريد أن يجمع الجنود لمقاومة جنود الحاج عمر ومدافعتهم ، ينهاه عن التعرض لهم ويأمر قضاته بكفه عن ذلك وذكر لهم أن الجنود الفوتاوية لا قبل لأحد بها ، وأن سلطان أهَكّار أرسل إلى سيدهم الحاج عمر يناشده الله أن يرجع عن بلاده ولا يحاربه ، وكان ذلك السلطان من أشد الناس قوة وأكثرهم عددا ، فلما رأى الناظم ضعف أمراء بلده وجهلهم وجورهم وسمع عن الحاج عمر ما يعجبه من الخصال الحميدة ، بعث إليه بقصيدته المتضمنة بيعته له ، ليكفه بذلك عن غزو وطنه(3) .
وترجم له في موضع آخر فقال : وقفت له على قصيدتين محقق أنهما له وعلى قصيدة تشبه شعره مقرونة بقصيدة له في ورقة ولكن لم تنسب إلى أحد(2)، وله شعر كثير أسمع به ولم أره ، ولم أر شيئا من النثر منسوبا إليه مع ثناء العلماء عليه ووصفهم إياه بأنه من كبار العلماء ، والقصيدتان المحقق نسبتهما إليه أولهما قصيدة خاطب بها الحاج عمر الفُوتي القائم بالثورة الإسلامية على أمراء السودان وعلى التوارق في القرن الثالث عشر الهجري ومدحه بما بلغه من خصاله وسيرته ، وأرسل إليه بيعته في تلك القصيدة وهي :
إلى الأمير العظيم الشأن في الدين
مني سلام يفوح كالرياحين

إلى الهمام المهيب الشيخ من حفظت
به المساجد من نقض(1) وتوهين(2)

إلى الشهير الذي قد حاز منزلة
بها ترجح وزنا في الموازين

إلى النبيه النبيل المستمي عمرا
مأوى العفاة وميعاد المساكين

يا باب بيت علوم الدين إن نسيت
يا محرزا خصل(3) سبق في الميادين

يا ثائرا ثار للعلياء بهمته
يرجو بذلك أجرا غير ممنون

عدلتَ والناس في شؤم وذبذبة
عن المشائم قصدا للميامين

جددت للناس دين الله جهدك إذ
نهضت نهضة محي الدين مأمون

جردت سيفا على الأعداء مجتهدا
من النصارى ومن سِيغُو الفراعين

لقيتهم وشياطين(4) تأزُّهم
بكيد ذي همة في الحرب ميْمون

وجد معتصم بالله متبع
فيما يحاوله ، ما في الدواوين

وجد أغلمة من فُوتَ مقدمة
يوم التذامر أشباه الْلَساطين(5)

في جحفل كهزيع الليل مرتكم
يغشاهم بالعذاب الموجع الهون

وينزل العصم من أعلى معاقلها
ويجعل الباسل المرهوب(6) كالدون

أصلحت أسلحة الإسلام محتسبا
أغمدت بالجد أسياف السلاطين

حتى استكانت لك الأيام واتصلت
بك البشائر من فُوتَا(7) إلى فُون

وخاب من رام أن يسعى لحربك مِن
مَن كان يزهى بجمع من سراحين

فقل جدهم وكل حدهم
فأمعنوا هربا في الماء والطين

فأحجموا واتقوا بالراح من فرق
وثل عرشهم حينا إلى حين

وقتلوا إذ رغا وصاح فوقهم
سقب السماء فتثخين بتثخين

كانوا أشداء ما رقوا على أحد
ويقتلون ضعاف الحور والعين

وظاهروا كل غاو مفسد أشر
بريبة وخنا ما عاش مزنون

لا يستحون من الإسلام من شطط
فأشبهت حالهم حال المجانين

ولا يرون لذي سن على كبر
حقا ، ولا لصغير السن موهون

وعندهم علماء السوق أرذل من
فقع ، وأولى بإذلال وتأبين(1)

وقتلهم عندهم حل وما حكموا
إلا بما يشتهون أو بمظنون

والحكم بالظن جرح في الشهادة والـ
أحكام ما لم يجيء فيه بتبيين

رداهم في مهاوي(2) كل مردية
فَيَّ(3) وكِكُّ وتعمير البساتين

فإذ فرغت(4) ، ودين الله منتصر
من العلوج ، بسر فيك مخزون

وفاز قدحك في رأي تراه بهم
وجُلْت فيهم بتحريك وتسكين

وصلت صولة ندب لا يقام لها
ودست فيها طلى(5) الأبكار والعون

فهوّن الأمر بالماضي عليك تهن
لك المهمات في الآتي بتمكين(6)

وقم بأمر إله العرش معتمدا
عليه في كل مفروض ومسنون

وسر إلى فئة المهدي تنصره
بالصافنات الجياد والبراذين

وبالصواعق والسمر اللدان وبالـ
ـبيض الخفاف وبالتشديد واللين

وبالفوارس(7) من غلب الرجال بهم
تداس هامة بادي(8) الكفر ملعون(9)

وباجتهادهم في كل مجتلد
تهد أركان أقوام بلا دين

من كل منغمس في الكفر منهمك
في كل ما عمل يأتيه ، مغبون

وكل ذي شرك للشرك مقتنص
وذي هوى في هوى طغواه مسجون

أو(10)تلتقوا مع من قد حان(11) مخرجه
من كل ذيخ مع الدجال مقرون

فصابروا واصبروا فكل واقعة
تعدو على كل مسخوط ومابول

حتى تُلين قناةَ الغي صولتكم
وتستقيم غواة الهند والصين

وإنني لو قدرت أن أعينكم
أعنتكم بالرماح والسكاكين

لكن مثلي وضعف المرء معذرة
يصغي إلى آية من سورة التين

أغاثك الله من بغي البغاة كما
أغاث أيوب من ضر وذا نون

بسر ما أنزل الرحمن من سور
بسرعة الأمر بين الكاف والنون

وحاطك الله في أمر تزاوله
من سهم كل بلية ومفتون

هذا وإن الزمان قد تقارب والـ
أشراط جاءت بلا حدس وتخمين

فلا تثق بوميض ألَّ فيه على
ما كان من غير فيه وتلوين

فكم أغار على أبنائه وجفا
من كان يبئ بتقديم وتعيين

أعاذنا الله من آفات دورته
وعمنا بإلى رعي وتأمين

وذاد عنا من الحساد شرهم
وفل عنا ظبى الأعداء آمين

بجاه سيدنا المختار من مضر
خير الورى وملاذ كل مسكين

صلى عليه الذي صفى بواطنه
بالشق والغسل من مولاه جبرين

في آله وصحابه وعترته
ما وحد اللهَ مستقرء البراهين

ها إن ذي بيعة تجلو بصحتها
دياجي الشك من وحي الشياطين

وإنها ، وهدايا الخير مرأمة
هدية من عبيد الله هارون

والثانية : قصيدة يخاطب بها محمد بن بِلُّ بن عثمان بن محمد فُودِي إمام سَكَتُ الفلاني يمدحه فيها ويذكر فيها بيعته له ، وأظن هذه هي الأخيرة لأن الحاج عمر ساءت التفاهم بينه وبين أهل بلدنا في آخر الأمر حتى آل الأمر إلى غزو جنوده أرضهم وتبادل الحروب الشديدة فأنكر عليه علماء كناتة وأهل السوق بعد ما مالوا إلى متابعته ورفضوا صداقته ومالوا إلى مواصلة أهل سَكَتُو فخطابهم لهم هو المتأخر الناسخ ، وأشدهم في الإنكار أحمد البكا بن سيدي محمد بن سيدي المختار الكنتي ، وكان هذا الشيخ الكنتي فيما قبل صديقا له ولكن انقلبت الصداقة عداوة ، ورأيت أيضا قصيدة لبعض شعراء وقته أظنها لهارون يمدح فيها التوارق ويذب عن الشيخ البكا ويتألم مما نال أهل السوق وغيرهم من المسلمين بواسطة جنود الحاج عمر وينقد شعر شاعر لهم اسمه " مُضيفي " ، وسآتي بها بعد هذه لظني أنها من شعر هارون . والقصيدة المتوجهة إلى الإمام محمد بِلُّ هي هذه :
إلى سيد سادت جدودته قبل
كذاك يسود بالجدود له النسل

إلى الشيخ نجل الشيخ والعلم الذي
له اخضوضعت في عزها البيض والكحل

إلى عالم تهدي معالم علمه
جهولا ، إلى ما اعتناقه دونه الجهل

إلى فاضل تغني فضائل فضله
إلى من يَبِلُ دَا السقامِ به ، بَل

هو الوبل في المغنى فوافق لفظه
فجاء على وفق اتفاقهما البل

سلام كما لاحت من الغيم برقة
يفوح فواح الزهر باكره الطل

سلام يعم النشر منه من انطوى
له ، وخصوصا من له العقد والحل

وأبلغ إكرام وأزكى تحية
يضيق عن استيعابها الوعر والسهل

حمدنا إليك الله جل جلاله
بما اتضحت من نور مصباحك السبل

وأحييت سنة أميتت وأحييت
شرائع لا يرضى بها العقل والنقل

وشام أولو الحاجات برقك فالتقت
لدى بابك المستنطر السفن والإبل

فأمك من هَوْصَا جميع ملوكها
وهَوْصَ و كُرْمَا لك القول والفعل

فآويت مطرودا وأكسيت معدما
وأطلعت مغلولا لا أضر به الغل

وأنجيت مفروسا وقد ضبئت به
على غرة أنياب قسورة عُضل

كما قدت للدين الحنيف فأخبتوا
مصاعب لا تنقاد إلا إذا كَلوا

وأبرأت كمّها وأرشدتهم إلى
سلوك طريق الحق من بعد ما ضلوا

طلعت وأهل الأرض من غبش الدجى
حيارى فلا الشمس تنير ولا زحل

وأحلى وجه الأرض من ذي بصيرة
ولم يبق إلا العمى والصمّ والشكل

مر إلى أن قال :
ولكن عند الله ما نرتجيه إذا
تداركتم بالعدل حاطهم العدل

وإن زدت زاد الله في النمعة التي
كساك كساءها وينتظم الشمل

بعثنا بهاتي بيعة مستمرة
تقوم بما قامت به اليد والرجل

فلا تستقل اليوم ذا من عجالة
مشوشة فالطل يعقبه الوبل

فإن الهدايا والعوائق جمة
على قدر مهديها مقادرها تعلو

وإن قبول العذر للناس حرفة
يفاعلها يسمو ، وأنت له أهل

كما أننا نلقي بأصفى مودة
إلى سيد سادت جدودته قبل


وأما القصيدة التي فيها النقد على شاعر أهل فُوتَا فلفظها :
على أصلها تجني براقش فالحزم
تأني اللبيب حيث لم يستقم غرم

خلا الجو من وال فأصبح نهبة
لمستأسد الذِئْبَانِ واستنسر الرخم

شمت " مضيفي " والشماتة فلتة
بمن شمتوك قبل ما استأسد العجم

أثرت غبار الشعر بالهجو وانتحت
بك النفس إن خلا لك الهدم والرم

ورفّعت قوما لن يعدوك منهم
ولا لك فيهم قبل خال ولا عمّ

تعد بفي ولا تعد بمِن إذا
تقاطعت الأقوام أو وصل الرحم

أبا الشعر ، أما أنت ملصقَ قومه
نبغت بهجو من هم السادة الشم

فخل سبيل الشتم واذهب إليك يا
" مضيفي " وحاذر ما به الدهرَ تعتم

وخل شقاق البيض ويحك ، علهم
ينالك من إيعادهم ما به تأم

وما الحرب إلا دولة من أديلة
يهنأ ومن زلت به ناله الغم

أُدِلنا عليكم مرة بعد مرة
ويوشك أن نحظى بأخرى وتغتموا

هذا ذَيْكم هلا رجعتم لتَوْسَ أو
عبرتم لهَوْصَ كي يفيض لكم غنم

أثرتم وهجتم فتنة جل شؤمها
عليكم ولا يبقى به لكم الرسم

وليس لكم من حجة مستقيمة
وذلك لا يخفى على من له العلم


مر إلى أن قال :
ألا اقلعوا واستعتبوا تعتبوا ولا
يغركم أن نالنا الكيف والكم

ولا يجر منكم شقاق وبغضة
تخوف أولاد وينتهب الصرم

وأما لددتم واللجاج ضلالة
فأدلوا بحجة يحق بها الحكم

وما مثل استئسادكم تزعمون أن
أردتم رشادا أو يحيق بنا الذم

سواء الذي قد قيل في الأرضة اعتدت
وتزعم أن كلها السد والرم

وإن تك آية المحارب منزعا
لكم وأبحتم حرب كل من اعتموا

فما لكم وللذين استبحتمُ
من المسلمين ما لكم بهم رحم

قتلتم من أهل السوق من غير خربة
كثيرا وما فيكم لذلك مغتم

وما لكم وللتوارق ما لكم
عليهم ولايات ولا والئم والرم

ولستم لهم أيمة تزعونهم
وليسوا لكم رعية بكم التموا

وإن كنت مرشدا بتوب وغيره
فحسبك أن ترى بمن علت ، تهتم

ففي قوله منكم بعيدا " أولي الأمر "
تحاج لمن باتت له الحجج العصم

ولو كان ذاكم من تراب وسنكر
من أمصارهم لم يستقل بهم لوم

فإنهم قد نالهم من هنا تنا
كثير . ولكن لم يطيقوا فما هموا

وأنتم بذي بلى ولما يحق بكم
من البيض أخفار ولا نالكم ظلم

وما تدعون من جهاد فليته استـ
ـتبد بمُوشِ أو بسِيكُ الأولى صموا

فخلوا مناواة التوارق إنهم
متى استلحموا أو نبذوا السلم يلتموا

إذا يزحفوا إليكم بكتائب
يعبئها فتى يشاربه قدم

من المشرق الأعلى لدَاجِ يقودهم
بنوا كَرِدَنَّ الساحتون لما أموا

ويستأصلوا ما بين كَالَ وهُنْبَرِ
ويكثر في أمصارها الأيم واليتم

لُهَام صهيل الخيل فيه كأنه
رعود أجابت رزها السحب والسحم

وتبرق من فوق الرؤس رماحه
وأسيافه لمعا كما لمع النجم

مر إلى أن قال :
وصنعتهم في الطعن والضرب ما لكم
بها قبل إذا تراشقت البهم

مبارزهم له يمين نكاية
ويسرى وقاية وذاك هو الحزم

وصاحبهم يداه لن يتفرقا
لشغلهما بما يهيئه الضم

بكمت عراب من كِدَالَ وبَكْزَنٍ
لإرهاب أعداء وتشعيب ما لموا

وما بلغوا من خربة وحرابة
وأخفار من والوا ونقض لما رموا

فتقتيلكم للصالحين ونهبهم
أشد وفي تقتيلهم لكم السمّ

وقتل الذراري والنساء فإنهم
وإن أشركوا ، اضراركم بهم جرم

فهلا سألتم والشقاق مزلة
من الحرب ، بعقده تعقد السلم

أخا الفضل سيدي البكايَ وحزبه
فإن جدوده جدودتَكم أموا

وقانا وإياكم من الغي ربنا
وأرشدنا إلى طريق بها نسموا

ويرزقنا اتباع سنة سيد الـ
أنام ويهدينا إلى ما به نسموا

عليه صلاة الله ثم سلامه
وأصحابه ما نور الأفقَ التم(1)

انتهى كلام الشيخ العتيق(4) .

هُكَّ بن سما الأنصاري التكرناتي السوقي

 هُكَّ بن سما الأنصاري التكرناتي السوقي :

هو الشيخ الحسين المعروف بهُكَّ بن سما بن محمد بن عيسى بن ودا ينتهي نسبه إلى الشيخ محمد بن يوسف المعروف بإد إنتكرنت(1) .
ومن أثره قصيدة قال فيها :
يا من شكى ضيعة الأنفاس أزمان
ولا يزال مدا الأيام والهان

اصرف عنانك وترك ما تكابده
من الأسنى والضنى لا تخشى إنسان

إلى الأديب السخي المطعم الناس
مؤى الأرامل أحيانا فأحيان

يا نعم ذاك الفتى المضياف إذ نادى
ألا هلموا يا كأس الشاه مجان

مر إلى أن قال :

وأثنى عليه إذا ما نحن أدركنا
ضيق الزمان ترى العطشان ريان

وأثنى عليه إذا الفرسان قد برزوا
يوم النزال ترى الأقران حيران

أولئك ربك يا هذا الفتى شرفا
تعل عليه كحال الجد عثمان(2)

من فاز فخر التوارق الأولى ذهبوا
عزا ومالا وإكراما وإحسان

يا رب فارزقه بعد العفو أولادا
منعمين جحاجحا كما كان(3)

همن بن إبراهيم الأنصاري التكرناتي السوقي

 همن بن إبراهيم الأنصاري التكرناتي السوقي :

هو العالم الشاعر همّن بن إبراهيم بن ودا بن أشمويل بن آل بن كنبويس بن إغدانفاس بن أحمد بن أتى ينتهي نسبه إلى الشيخ محمد بن يوسف إد إنتكرنت(1) .
لم أقف له على شيء سوى هذه القصيدة :
أمن تذكر ربع عُدْمل عاف
عيناك تنهملان أي تذراف

ربع بها للغوان قيل أندية
فصار للوحش بعد قاع تطواف

أخنت عليه ثلاث منذ أزمنة
قطر وموْر ومز العاصف الساف

قد جئتها سائلا عمن به .... انتعلوا
فلم يجبني كحال الزاهل الغاف

بل أجاب بأن ليلاك قد سكنت
أرضا بعيدة أركان وأطراف

كم من فلى دونها صعب مسالكها
ومن غياض وأجبال وأحقاق

فقلت هل يكشفني ما منيت به
إلا ركوب نجيب الأصل سرناف

عود وليل ضليع الجنب مكتنر
جأب الفرانيس يفري كل نفناف

.. ووخد بفملة قد عريت خقبا
تقرو مروج مرابع وأصياف

حتى توسف جسمها ولبد عن
هلب لها عبس يفضي لأخلاف

ردت كأن سنامها لرفعتها
من فوق جثتها أشمّأطناف

فتلك تبلغني ليلى وإن بعدت
إذ قربها لسقام مهجتي شاف

مختالة في تثن القد طلعتها
.. إلى وثارة أعطاف وأرداف

مر إلى أن قال :


يزهوا بها غص بان تحت منسدل
معلنكس النبت وحف دوان أحقاف

حورا كأن انتظام ثغرها درر
تزري بحسن أقاح غب توكاف

لم يحك فاها فواح المسك رائحة
ولا لماها ارتشاف رغوة الراف

هذا وليلى متى وصلتها انفصلت
وواعدتني رمت وعدي بأخلاف

لما تحققتها تبدي مصارمتي
سلوت عنها إلى ميموننا الصاف

صاف الفواد صميم العرب من مضر
أنجب به من فتى نجيب أطراف

ندب نبيل نزيه ماجد لبق
شهم نه راسخ في العلم غطراف

أكرم به من خضم خضرم خضل
الأيام معد ورف الإحسان مضياف

كم من ملابس وأعطاها العفاة وكم
يجود بالخيل مع ذوات أنواف

وكم وكم من كتاب قد أزال له به
جهلا عن الناس نعم السيد الواف

يوما يؤمر أقواما ويعزل أخرى
برهة ويذب صولة الجاف

يا حسن سيرك فينا اليوم معتنيا
بحفظ عهد لنا يا نجل أشراف

يا أصد الصيد يا ميمون يا أمل المحتاج
بل يا مناخ البائس العاف

أولاك ربك في الدارين منزلة
رفيعة ونفى عنك الأذى الناف(2)

هَمَّهَمَّ بن سَلَهُ الأنصاري الإجدشي السوقي

 القاضي / هَمَّهَمَّ بن سَلَهُ الأنصاري الإجدشي السوقي :

هو العلامة القاضي همّهمّ بن القاضي محمد الصالح المعروف بسَلهُ ينتهي نسبه إلى الشيخ محمد بن يوسف المعروف بإد إنتكرنت (1).
قال الشيخ العتيق : له تأليف في الرد على بعض علماء دَنَّكْ يعترف من رآه لمؤلفه بالسبق في العلوم ومحبة الخير للمسلمين ، ومن أراد أن ينظر إليه فعليه بمجموع الشيخ حَبَّ بن محمد أحمد من أهل تَبُورَقْ(3) .
قلت : له مؤلفات وأشعار فمن مؤلفاته :
1ـ الردّ على علماء دِنّكْ
2ـ شوارق الدراري في الرد على سيد العابد الأنصاري .
ووقفت على مخطوط كتبه الشيخ محمد أحمد بن أحمد بن الشيخ ذكر فيه اسمه ونص الرسالة هو هذا :
(بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله ععل سيدنا محمد .....الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على رسولالله صلى عليه وسلم وبعد فليعلم بل فليشهد من وقف على هذا الخط من عالم وجاهل وصالح وطالح : بأن محمد بن المجتبى بن البُرْزي استشهد في حال صحته وميْزه جماعة منها صاحب الخط ومحمد بن إبراهيم والقاضي همهم بن القاضي محمد بن القاضي أمد ، وهمّهمّ بن محمد بن علي المدعو أوييْ ، ومحمد بن إدنِن وجمع كثير من انتصر ..... أنه خبس على امهاته ما له من العبيد والإماء .......صعبا ومرتيا من سلف على خلف من الطبقار .
وشهد بذلك أيضا صاحب الخط عبيد ربه محمد .... بن أحمد بن الشيخ ووقع الاستشهاد على ذلك ضحوة يوم الأحد ...... خلت من شهر صفر عام وسبعين ومائة بعد الألف من الهجرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم )(2)
والفراغات التي توجد في الورقة سببها الكلمات المطموسة .
وله قصيدة قال فيها :
فيا عجبا من عالم علمه جهل
يفوه برفع نادر غير ذي أم

وأعجب منه ظالع ما له رجل
يباهي بعدو الضالعين من القوم

وأعجب مرضع يقول هو الفحل
لقد حدثته النفس بالخبر الوهم

أجكان لا يغررك ما غر من قبل
أناس الهوى من قلة العقل والعزم

تمنوا مقاصد الخفي فما ابتلوا
برشح مبادي الجلي من العلم

وقوله (أجكان) الظاهر أراد الجكني والله أعلم .
وله أيضا :
كان في العلم أحرف لا تحول
وإليها الرجال دأبا تميل

ولأ حرفه ثلاث يطول
ذكرها وسماتها لاتزول

فإذا بنيت ففعل جميل
وإذا أعربت ففي ذاك قيل

فهنا ينكر الخليل خليل
ويقولون جلّ هذا العليل

يعتريه تغير وذهول
وانقباض مهيم وعقول

ويبيت محركا ويَقيل
ساكنا من الأنس وهو ملول

وبه سقم شديد ثقيل
عن سواه وعنه تغيى العقول

وله حالة ذو وها قليل
ما هم وبها تروق الأصول

ويراض بها جموح فصيل
عن حقيقتها وتزهى الفصول

والنقائض فيها لا يستحيل
جمعها فهنا النقيض مثيل

متى خالفوه جاء الرسول
من مراقبة ومعه كفيل

مر إلى أن قال :
فهنا حاكم تقر العدول
بعدالته وعون جليل

ولسلطانه وزير وكيل
معه مزرب عريض طويل

وهو منفعل صحيح فعول
قائل أنتي لحقا أقول

فلأحواله انخفاض يزيل
كل غيم كما تشير النقول

وعلامة رفع ذاك دليل
عن سكون الهوى فذا الوصول

فالمتصف بها سلسبيل
ما إليها لمستريح سبيل

ليس يعلو ذراها إلا يطول
يحتويها من الرجال الفحول(3)

وانفنداسن بن محمد الأمين(1) الجنهاني السوقي

 وانفنداسن بن محمد الأمين(1) الجنهاني السوقي :

هو والد الشيخ العالم محمد إكنن الجنهاني المشهور .
وقفت على رسالة بالية من الشيخ حن إليه ونص ما بقي منها : ( ....... أما بعد فممن ليس ....... لفتوى لكون بضاعته مزجاة في الفقه والتوقى حنّ إلى حبيبيه وانفنداسن ........ قائلا له بلغني أنك سألتني عن فريضة ................ إلخ(2) .
ولم أر شيئا يتعلق به سوى أن الشيخ أحمد بن محمد الحسني الإجدشي رثاه بقصيدة نصها :
لله في الخلق تدبير وتقدير
والعبد في قبضة الرحمن مقهور

سبحانه من حكيم واحد صمد
يحي ويفني ، وكل فيه تدبير

يقضي الأمور ولا يقضى عليه ومن
يكره قضيته فإنه بور

بينا يهنأ مغبوط بنعمته
إذا اعتراه معاذ الله ، تكدير

جلت مصيبتنا إذ غاب سيدنا
وشيخنا ودم الأقدار مهدور

فأصبح الدين مغمورا لغيبته
وألفة الناس تعلوها الأعاصير

فحق للعين إن غاضت مدامعها
سكب النجيع ودمع الحزن ميسور

إنا له وإليه راجعون فلا
يجدي الأسى وقضاء الله مقدور

تفنى الكرام ويبقى بعدهم همج
لا يستقل به قصر ولا عير

أدهى الرزايا وفاة عالم شهرت
له المزايا فلا فخر ولا زور

أكرم به مرشدا ينتاش سادرنا
من غيه ، ولنصح منه تأثير

عز العلوم ورمها وتربية الـ
أصحاب وهو بنشر العلم شمهور

من للتفقد للإخوان معتملا
فيما يدوم لهم بصنعه ، الخير

من للزيارة للإخوان في زمن
عز المسير به وبان تقتير

مر إلى أن قال :
يا ليت شعري هل بقى بمكافئه
وهل يلي إرثه في الناس سرسور

يا إخوتي جددوا آثار سيرته
وبالذي قد علمتم عنده ، سيروا

فإنكم ، والكريم مبتلى غلو
يراد منكم لكل الناس توقير

الله يكرم مثواه ويحفظه
كما يظن به ، مما به الحور

ويورث الرتبة العلياء خلفته
طورا ويقضي لهم في الكون تخيير

الله يخلفنا من بعده خلفا
يسلي وتعمر منه الأرض والدور

بجاه سيدنا المختار أمرنا
بالصبر فيما قضاه الخالق النور

صلى وسلم عدّ الرمل خالقنا
عليه ما بان تدبير وتقدير(3)

الغزالي بن عمران الحسني السوقي

 الغزالي بن عمران الحسني السوقي

هو الشيخ الداعية المعروف في منطقة منكا باسم ( الإمام ) الغزالي بن العلامة عمران بن محمود بن عيسى بن نوح بن محمد بن أحمد ابن كلك بن محمد الحسني الدغوغي السوقي المنكاوي .
ولقب بلقب الإمام لكونه إمام وخطيب جامع قريته أنوزجرين مدة طويلة حتى أقعده المرض في الآونة الأخيرة.
ولد رحمه الله سنة 1383هـ وفي السابع من عمره أخذ عن جده من جهة أمه عبد الرحمن بن الحسن الأنصاري حروف الهجاء حتى صار الشيخ يكتب لهم الأسماء في الهوى فيذكرونها له ، وأخذ عن ابن عمه الشيخ حمزة بن الحسن الحسني القرآن الكريم ومختصر الأخضر . وأما اللغة العربية فقد أخذها عن شيوخ منهم الشيخ حاطب بن سيدي الحسني ، وعمه محمد البشير المعروف بملّول ابن محمود الحسني وابنه الشيخ الطيب الحسني ، والشيخ أحمد بن عبد الله الأنصاري ، ثم بعد ذلك لازم الشيخين أحمد بن عبد الله الأنصاري والشيخ رضوان بن الحسن الأنصاري واستفاد منهما علوما كثيرة جزاهم الله خيرا .
ومما وقفت عليه من آثاره العلمية : رسالة بعنوان ( إنصاف الإسلام للمرأة ) ورسالة بعنوان (النقول النصوصية في نبذ العنف واللصوصية ) .
وله قصائد كثيرة منها قصيدته للملتقى السوقي في تنهمّا ومطلعها :
سلام ثم ترحيب أكيد
إلى لقيا التعاطف والتدان

لآل السوق هم ورثواعلوما
بها حازوا فضائل ذا الزمان

ومنهم من تبحر في فنون
كعلم النحو أو علم البيان

ومنهم من تأهل للتدان
إلى علم الحديث بلا توان

ومنهم ماهر بشروح فقه
يؤوله بأولي التاولان

كماة من بني أسد وعمرو
بلاغتهم فاقت عرب اللسان

يكون ملتقى السوقي لجانف
هموا أهل الثقافة والحنان

أفاضلهم ذوي رأي سليم
يشجع سيرها المحمدان

أغشوم الذي كان المجلى
وخاله رئيس للجنهان

وأما الشيخ محمود ابن موسى
مع الصاوي فنعم الفاتحان

صلاة الله يتبعها سلام
على الهادي إلى السنن الحسان

وأله وأصحاب كرام
ومن تبع الهدى مر الزمان


توفي رحمه الله تعالى يوم السبت 9 / 10 / 1439هـ

https://alsoque.com/vb/showthread.php?t=3250

الخميس، 23 فبراير 2023

قصيدة جوهرة الصحراء- الشاعر عبدالله ابراهيم الخزرجي

  

في سُورةِ الفَتْحِ بسم الواحدِ الأحدِ
تُتْلَى مفاخِرُنَا مِن غيرِ مَا فَنَدِ
مِنْ رَبْعِ نَجْدٍ أسُوقُ العِيسَ مُثْقَلَةً
بالعلمِ والمَجْدِ والتاريخِ والسَّنَدِ
أَرْسُو بِهَا في بِلَادٍ طَابَ سَاكِنُهَا
"تِنْبِكْتُ" فَخْرٌ مِنْ الأولادِ للتَّلَدِ
كِنَانَةَ الشِّعْرِ كَمْ أطْرَبْتِ غَانيَةً
وَكَمْ رَقَصْتِ عَلَى الرَّنَّاتِ مِنْ وَتَدِي
وكمْ تمايلَ ظَعْنٌ فوق راحلَِةٍ
مِنْ قوليَ الغَضِّ إذْ سقياهُ مِن كَبِدِي
وكمْ تَرَبَّعَ قَفْرٌ بعد زورتِنَا
وباتَ يجري نميرُ الشِّعْرِ في الجُدَدِ
لكنَّ ذي مِنْ سِهَامٍ عَزَّ حامِلُهَا
تُبْرَى بِنَجْدٍ وَتُرْمَى مِنْ ذُرى أُحُدِ
"تِنْبِكْتُ" يا فَخْرَ أعْلَامٍ لَهُمْ شَرَفٌ
حَدِّثْ ـ فَدَيتُكَ ـ عن صَبْرٍ وعَنْ جَلَدِ
وَعَنْ مَعَارِفَ لَو أمْلَيتَها صُحُفًا
لَجَفَّتِ السَّبْعُ والإمْلَاءُ في مَدَدِ
أَرْضُ العلومِ، رَحَى الأفكارِ، جوهرةٌ
نبْعُ الأمانةِ لا تخفى على أحَدِ
فَخْرُ البسيطةِ، أبْدَتْ حُسْنَ قامَتِهَا
كَمْ شاعرٍ أَلْبَسَتْهُ العِزَّ بالرَّفَدِ
فعَادَ ينْهَلُ، والخيراتُ تقْصِدُهُ
مَنْ لمْ يَرِدْ واحَةَ الصَّحراءِ لمْ يَرِدِ
"تِنْبِكْتُ" فَخْرٌ وإلّا فارْسمُوا جَدَثي
نَحْنُ الأباةُ فهل نخشى مِنَ اللَّدَدِ؟!
في "تادَمَكَّةَ" آلُ السُّوقِ أَلْوِيَةٌ
حتَّى أتينا إلى "تِنْبِكْتُ" بالعُدَدِ
فَالفقْهُ والذِّكْرُ والتَّوحيدُ عُدَّتُنَا
والنحْو والأصْلُ في الأثوابِ لمْ تَحِدِ
قَومٌ تولَّوا زِمامَ الأمرِ فاتَّضَحَتْ
رُؤى الطريقِ ولم تَبْخَلْ عَنِ الرَّشَدِ
فانْظُرْ مقالةَ محمودٍ لهم مثَلًا
فيمن تولَّى قضاءً أو على صَدَدِ
"كأنَّ رَبَّك لم يخْلُقْ لخشيَتِهِ
سِواهُمُ مِنْ جَميعِ الناسِ" مِنْ أحَدِ
فارْحَمْ إلهي بلَادًا طابَ ساكِنُها
أنْعِمْ عليهم بفضْلِ الواحدِ الصَّمَدِ
شعر | عبدالله الخزرجي
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
✨ * المُــدَوَّنَـةُ الْـخَزْرَجِـيَّةُ*✨

أرشيف المدونة الإلكترونية