الأربعاء، 20 فبراير 2013

الرثاء عند الطوارق


ويقول الشيخ أحمد موسى الانصاري الخزرجي السوقي
 في رثا الشيخ باي بن سيد عمر آل الشيخ الكنتي الفهري: 

عَزُّوا الديانةَ إذ كادت مبانيها / تندك وجداً على فقدان بانيها
وابكوا الأمانةَ إذ ماتت رعايتُها / فأعولت في نواحيها نواعيها
وارثوا الأواقيتَ هذي الخمس إذ ثَكَلَتْ / من لا يزال على طُهر يراعيها
وللمساجد إن عطّلت فافترقت /أيدي سبأ في بواديها نواديها
وللدواوين من طي يصعّبها/ لما طوى الموت كفا ليس يطويها
وللعلوم وألفاظ لها وجلت/ من نقلها عن مغانيها معانيها
ولليالي فقد أصبحن منذرة/ بالموت الأحمر لما مات محييها
وللقيام إذا المنام بها/ على خشوع وعبرات يواليها
وللتلاوة فيها والتدبر في/ آي الكتاب تفقها وتفقيها
وللشريعة من حام ومنتصر/ ممن يروم لها محوا وتمويها
وللطريقة من غواص لجتها/ بفلْك شرع تؤتيه نواتيها
وللأحاديث متنها ومسندها/ والفصل بين قويّها وواهيها
وللتذكر والتذكير مجتنبا / سرا وجهرا تسفيها وتتفيها
وللوفود الأولى يلقون إن وفدوا /عليه لليمين ترضيعا وترفيها
وللمسائل إذ يبكين منه على/ مفت على اجرياء الحق يجريها
ولانتهاج مناهج الأوائل في / نشر العلوم تنبها وتنبيها
ولاحترام ذوي علم ينوههم / في الله إن عدموا التنويه تنويها
وللتسمت بالسمت الذي وردت / بحسنه سنة هو المراعيها
والحلمَ والصفحَ والإغضاءَ إذ دُفِنَتْ / بدفن من كان بعد الدفن يحييها
والحزم والعزم والإصلاح مهملة / كثلة نام في البيداء راعيها
الله اكبر هذا الرِّزءُ مشتمل /على رَزايا عِظامٍ لستُ أحصيه
لله منه مُصابٌ كاد يأسر أبـ / ـكار العقولَ وعُونها ويسبيها
نَعْيُ التقي النقي البَرِّ بايِ أبي/ خُمصِ اليتامَى... مؤدباً يربيها
مأوى الأراملِ كاسيها ومُطعِمُها / إذا تطارح أمرَها أهاليها
بسّامةِ الوجهِ باكي القلب تحسَبُه / مغفلاً من مخافة يقاسيها
حامي الشريعة ماحٍ ما يُعانِدُها /آت أوامرَها آب نواهيها
ومن فرائضها يدني فصائلها/ ومن محارمها أنآى المكاريها
التاركِ الشرَ لا وهناً ولا فشلاً /الفاعلِ الخيَر لا فخراً ولا تيها
قوال ما لم يقل مما يليق وإن / يصمت فمن حكم يبدي بيانيها
مثبت الحسنات في أماكنها/ مزحزحا للمساوي عن مساويها
أحبه الله بدءا ثم حببه / الى البرية برها وعاصيها
فأزلفت لنزوله منازلها/ وزيّنت لجواره جواريها
واشتاق للحور واشتاقت له فرأى/ أن لا يليق به إلا تلاقيها
فالدور ترتاع من ذكرى مفارقها / والحور تمرح من لقيا ملاقيها
حلو الشمائل لَلْآذان تنقلها / عن العيون فراويها كرائيها
كأن حسن الثناء عن شمائله / وظيفة كل ذي نطق يؤديها
كأن ألسنة الأخلاق قاطبة / بمدح أخلاقه الحسنى تواصيها
يسطو على النار تارات فيخمدها / بديمة من مجاري الدمع يذريها
وبالتطهر والتطهير آونة / بالماء في الصن والصنبر يطفّيها
تزخرفت جنة المأوى له فأبى / إلا اليها توجها وتوجيها
يا عصبةً طلعت شمسُ المعارف في / أفلاكهم واستدارت في نواحيها
حتى إذا أفَلَتْ غَشّى الظلامُ أسًى /وجهَ البسيطة واشتدت دياجيها
فأصبح اليومُ كالليل البَهيمِ جَوًى / والبحرُ في أسف قد كاثرت التيها
إنا معزوكم بالكتب إذ عَسُرت/ بالنُّجبِ تَعـزيةٌ لكـم نؤديها
إنا محيوكم تحية حييت / بها مواثق أسلاف نراعيها
إنا مسلوكم مع إئتمانكم /على الديانة باديها وخافيها
بالأنبياء وأتباع لهم نقلوا/ من تي الدويرة فاحتلوا الثرى فيها
بل المؤمل فيكم التنزه عن / ما كان يورث وجه الدين تشويها
منبهوكم على أن الدوام لمن / هو القديم تعالى الله تنزيها
مصبروكم بقوله لمرسَله: /" بشّر الصابرين " والمضاهيها
يا حبذا حبذا العدلان رحمته / مع الصلاة التي هو المصليها
ونعم نعم العلاوة اهتداؤهم / فلا علاوة في الدنيا تعاليها
فاستغفروا الله للمرحوم واحتسبوا / تلك المصيبة كيما تؤجروا فيها
فالله خير له منكم ومنه لكم / حكمه حكم تخفى فيبديها
وهوّنوها بما قد عم موقعها / كل القبائل دانيها وقاصيها
إن المصاب إذا ما عم هان كما/ إن خص هال وساد العقل توليها
الله بارك في الباقي لنا ولكم /مشبها بأصول الفرع تشبيها
وحبب العدل والتقوى لنا ولكم/ وكره الكل غير الحق تكريها
وآجر الكل في الفاني وبوأه / في جنة الخلد من أعلى أعاليها
ومن خليقته أعطى خليفته / من عند مبدئها الى تناهيها
جاءت غوادي الصلاة روضة ضمنت / بحر الصلاة تباريها سواريها
ومن سلام سلام حفه ألف / ومن تحاياه حياه مزكيها
مع الآل والصحب والأزواج ما وجدت / غر المباني على فقدان بانيها

ليست هناك تعليقات: