الأحد، 17 فبراير 2013

الملف الأزوادي وأقوال العلماء فيه

علماء ودعاة البحرين يُدينون العدوان الفرنسي على مالي

الاثنين,21 يناير 2013 09:43 م

بيان العلماء والدعاة بمملكة البحرين
بشأن العدوان الفرنسي على مالي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ( 2001م ) ونحن نتابع ببالغ القلق ما يجري لبلداننا العربية والإسلامية الواحدة تلو الأخرى تحت ذريعة الحرب على الإرهاب ، هذه الحجة التي باتت مُعدة مسبقًا لتبرير استباحة أي دولة من دولنا العربية والإسلامية ، وآخرها العدوان الفرنسي على مالي ، الذي لم يُخفِ الرئيس الفرنسي أنه يهدف من خلال عدوانه إلى محاربة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في مالي لتحقيق السلام العالمي - بزعمه - .


وإن مما يؤسف له أن يأتي هذا العدوان الآثم تحت مظلة مجلس الأمن الذي من المفترض أن يكون حامياً للسلام العالمي - بحسب ما يُدَّعى - ، وبدعمٍ من الدول الكبرى بهذا المجلس ، الأمر الذي يذكرنا بالحقبة البائدة لاحتلال العالم العربي والإسلامي .


ولم تعد سياسة الكيل بمكيالين التي تتعامل بها الدول الغربية ومؤسساتها معنا بخافية على أحد ، ففي الوقت الذي تتدخل فيه بمالي تتعامى هذه الدول وتلكم المنظمات تمامًا عن الجرائم اليومية البشعة التي يعاني منها الشعب السوري منذ قرابة السنتين ، ناهيك عن حملات الإبادة والتهجير التي تلاقيها الأقلية المسلمة في بورما ( أراكان ) !


وإنه من واجب مسؤوليتنا الدينية فإننا نُدين هذا العدوان الغاشم على إخواننا في مالي والذي يُعتبر تدخلاً سافراً في شؤون الدول الإسلامية ، وتعدِّياً لا يمكن السكوت عنه ، وندعو الشعب المالي إلى الوقوف صفاً واحداً لصد هذا العدوان عن بلادهم والدفاع عن أعراضهم وأموالهم ، ونبشرهم بأن من مات منهم مُقبلاً غير مُدبر مدافعاً بذلك عن دينه ونفسه وعرضه وماله فإنه يكون شهيداً بإذن الله ، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله : ( من قُتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد ) ، والعاقبة وإن طال أمدها فإنها لأهل التقوى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلُيَبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعَبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور: 55] .






كما نُحذِّر الدول العربية والإسلامية من مغبَّةِ معاونة الجيش الفرنسي في حربه لمالي ، فقد قال الله تبارك وتعالى: { لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } [آل عمران: 28] قال الإمام الطبري - رحمه الله - في تفسير هذه الآية (5/315-316) : ( معنى ذلك : لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهراً وأنصاراً ، توالونهم على دينهم ، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين ، وتدلونهم على عوراتهم ، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء ، يعني بذلك فقد برِئَ من الله ، وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر ، إلا أن تتقوا منهم تقاة : إلا أن تكونوا فـي سلطانهم ، فتـخافوهم علـى أنفسكم ، فتُظهروا لهم الولاية بألسنتكم ، وتضمروا لهم العداوة ، ولا تشايعوهم علـى ما هم علـيه من الكفر ، ولا تعينوهم علـى مسلـم بفعل ) ا.هـ


وقد أجمع الأئمة الأعلام على حُرمة دعم ومساندة الكافرين في حربهم على المسلمين ، بل عدَّه جماعة من المحقِّقين من نواقض الإسلام .


والواجب على المسلم أن يُناصر إخوانه ويكون عوناً لهم ، فالمسلمون كما ورد في الحديث تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يدٌ على من سواهم ، قال تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 71] .



ومن هنا فإننا ندعو قادة الدول الإسلامية لتحمل مسؤوليتهم تجاه ما يحدث لإخواننا في مالي ، انطلاقاً من الأخوة الإيمانية التي تربط بيننا ، كما ندعو منظمة التعاون الإسلامي أن يكون لها دورٌ في وقف هذه الحرب الجائرة على إخواننا ، والتي تستهدف الشعب المالي الذي يمثل المسلمون منه أكثر من خمس وتسعين بالمائة .



كما نحث الأئمة والخطباء والدعاة إلى تعريف الناس بمحنة الشعب المالي ، وواجب المسلم تجاه هذه المحنة، وبيان أهمية مساندة الشعب المالي ودعمهم وإغاثتهم والدعاء لهم بأن يفرج الله عنهم .
نسأل الله تعالى أن يكتب نصره المبين لأوليائه الصالحين ، وأن يكف أيدي الكافرين والظالمين ، ويكفِناهم بما شاء وكيف شاء ، فهو نعم المولى ونعم النصير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .



وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
صدر : يوم الإثنين 9 ربيع الأول 1434 ه – 21/1/2013 م




أسماء الموقعين على البيان :
1.*** القاضي سماحة الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل سعد
2.*** فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن محمود آل محمود
3.*** فضيلة الشيخ المقرئ قاري محمد سعيد الحسيني
4.*** فضيلة الشيخ مصطفى بن نور الواعظ
5.*** القاضي فضيلة الشيخ حمد الفضل الدوسري
6.*** القاضي فضيلة الشيخ جلال بن يوسف الشرقي
7.*** القاضي فضيلة الشيخ راشد بن حسن البوعينين
8.*** القاضي فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم آل خليفة
9.*** القاضي فضيلة الشيخ عبد الله بن حسين المالكي
10. القاضي فضيلة الشيخ عبد الله بن عدنان القطان
11. *القاضي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ضرار الشاعر
12. *القاضي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن محمد الفاضل
13. القاضي فضيلة الشيخ عبد الإله بن أحمد المرزوقي
14. القاضي فضيلة الشيخ عدنان بن عبدالله القطان
15. *القاضي فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن عبد الله الغرير
16. القاضي فضيلة الشيخ الدكتور ياسر بن عبد الرحمن المحميد
17. فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمود آل محمود
18. فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن يعقوب العطاوي
19. فضيلة الشيخ الدكتور باسم بن أحمد بن عامر
20. فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن خليفة السعد
21. فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن علي الزياني
22. فضيلة الشيخ الدكتور عادل بن حسن الحمد
23. فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد الحاي
24. فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن محمود آل محمود
25. فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن أحمد الشيخ
26. فضيلة الشيخ الدكتور عيسى بن جاسم المطوع
27. فضيلة الشيخ الدكتور ناجي بن راشد العربي
28. فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالله الفضالة
29. فضيلة الشيخ إبراهيم بن طارق بن منصور
30. فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الخدري
31. فضيلة الشيخ إبراهيم بن قاسم الغانم
32. فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد الحادي
33. فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد بوصندل
34. فضيلة الشيخ أحمد بن إبراهيم صويلح
35. فضيلة الشيخ أحمد بن عادل العازمي
36. فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالرحمن العسيري
37. فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالرحيم آل محمود
38. فضيلة الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف
39. فضيلة الشيخ أمين بن عبدالقادر بن نور الدين
40. فضيلة الشيخ أمين بن محمد النوبي
41. فضيلة الشيخ أيوب محمد بن عرفة
42. فضيلة الشيخ بدر بن علي السورتي
43. فضيلة الشيخ جاسم بن أحمد السعيدي
44. فضيلة الشيخ جمعان بن جاسم الرويعي
45. فضيلة الشيخ حسن بن قاري محمد سعيد الحسيني
46. فضيلة الشيخ حمد بن فاروق الشيخ
47. فضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشنو
48. فضيلة الشيخ زكريا بن عمر الكواري
49. فضيلة الشيخ سلمان بن دعيج بن حمد
50. فضيلة الشيخ سلمان بن سائد المشعل
51. فضيلة الشيخ طارق بن خليفة البنخليل
52. فضيلة الشيخ طه بن حسن القلداري
53. فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الحمادي
54. فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الكوهجي
55. فضيلة الشيخ عبد الله بن قاري محمد سعيد الحسيني
56. فضيلة الشيخ عبد الباسط بن صالح الدوسري
57. فضيلة الشيخ عبدالخالق بن أمين بن عبدالقادر
58. فضيلة الشيخ عبدالناصر بن عبدالله بن إبراهيم
59. فضيلة الشيخ عصام بن محمد بن عصام العباسي
60. فضيلة الشيخ عفان بن حسان الزيادي
61. فضيلة الشيخ علي بن خليفة الزياني
62. فضيلة الشيخ علي بن محمد بن مطر
63. فضيلة الشيخ مبارك بن حمد المضحي الدوسري
64. فضيلة الشيخ محمد بن أحمد المعلا
65. فضيلة الشيخ محمد بن جمعة المالكي
66. فضيلة الشيخ محمد بن حمزة فلامرزي
67. فضيلة الشيخ محمد بن خالد بن إبراهيم
68. فضيلة الشيخ محمد بن الصديق بن أحمد
69. فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله جناحي
70. فضيلة الشيخ محمد بن علي الشافعي
71. فضيلة الشيخ محمد بن وليد الخاجة
72. فضيلة الشيخ محمد رفيق بن قاري محمد سعيد الحسيني
73. فضيلة الشيخ محمود بن أحمد النعيمي
74. فضيلة الشيخ ناصر بن جاسم الفايز
75. فضيلة الشيخ نبيل بن خليل بن علي بن صالح
76. فضيلة الشيخ نبيل بن محمد بن صالح
77. فضيلة الشيخ نصيب بن خضر بن سعيد
78. فضيلة الشيخ هشام بن حسين الرميثي
79. فضيلة الشيخ وضاح بن علي العبسي
80. فضيلة الشيخ يوسف بن عبد الرحمن فقيه
81. فضيلة الشيخ يوسف بن محمد الريس

علماء موريتانيون يرفضون الحرب في مالي ويدعون لنصرة المسلمين هناك
بسم الله الحمن الرحيم

بيان حول حقيقة الحرب على المسلمين في شمال مالي

الحمد لله الذي حرم الظلم والعدوان، وأوجب العدل والتناصر بين الإخوان، فوسعت رحمته الأكوان، والصلاة والسلام على خير من عاف الضيم والهوان، وعلى آله وأصحابه خيرة الأعوان، ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الْمَلَوَان؛ أما بعد:
فيقول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحُجُرات: 10].. ويقول النبي الكريم e اَلْمُسْلِمُ أَخُو اَلْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ[1]...
إنه نظراً للحرب التي كشف عنها أعداء الدين أستارهم، وأنشبوا أظفارهم، والتي يستهدفون من خلالها احتلال شمال مالي المجاورة يجب على المسلمين – خصوصا في بلادنا – معرفة واجباتهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه تلك الأرض وساكنيها.
إن هذه الحرب المنتظرة ليست سوى امتدادٍ لمسلسل الحملات الاستعمارية التي طالت الكثير من بلاد المسلمين، فزرعت في فلسطين خراباً ودماراً حصد المقدسات والحرمات، وجرحت أفغانستان جرحاً لا يزال ينزف، وخلفت في العراق لوعة ودموعاً لا تجف، وأشعلت في السودان والصومال حرباً ما زال يذكو وقودها، وجعلت من بلاد المسلمين روافد للدموع ومنابت للأحزان.
وهاهم أعداء الدين اليوم يشدون رحالهم لغزو هذه المنطقة، وفرض النظام العالمي الجديد فيها، وصدق الله وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) [البقرة:217]..
إن ساكني هذه المنطقة مسلمون، وقد قال e: انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا[2]... ، وقال e: المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ. مَنْ كَانَ في حَاجَة أخِيه، كَانَ اللهُ في حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كرَبِ يَومِ القِيَامَةِ[3]...
قال ابن حزم رحمه الله بعد ذكر جملة من هذه الأحاديث ( فهذا أمر من رسول الله e أن لا يسلم المرء أخاه المسلم لظلم ظالم، وأن يأخذ فوق يد كل ظالم، وأن ينصر كل مظلوم )[4] اهـ. فتجب إذا نصرة هؤلاء المسلمين بكل الوسائل المتاحة ولا يجوز التقاعس عنها أو التقصير فيها بحال، ذلك لأن الإسلام أعطى تصوراً جديداً للوشائج والروابط التي تربط بين الناس، فالمسلمون كالجسد الواحد، وكالبنيان المرصوص، وهم يد على من سواهم، لأن رابطتهم الإيمانية أقوى الروابط، ولا عبرة بعدها باختلاف لون أو عرق أو بلاد.
إن ما يطلبه اليوم أعداء الدين من النصرة والتأييد في هذه الحرب لا تجوز الاستجابة له بحال، لأن نصرة الكفار ضد المسلمين من أعظم أنواع الولاء للكفر وأهله، وهي من نواقض الإسلام الواضحة وضوح شمس الضحى. يقول سبحانهلَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ)[آل عمران:28]. يقول الطبري رحمه الله: ( لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهوراً وأنصاراً توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء، يعني فقد برئ من الله، وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر[5]...) اهـ. وقال سبحانه: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ) [القصص:17]، قال القرطبي ( أي: عونا للكافرين[6]..). وفي تفسير القرطبي ما نصه: ( قال أشهب عن مالك: لا تجالسِ القدرية وعادهم في الله، لقوله تعالى لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) [المجادلة:22]. قلت - يعني القرطبي-: وفي معنى أهل القدر جميع أهل الظلم والعدوان[7]..) اهـ. وأي ظلم وعدوان أعظم مما تقوم به أمريكا وفرنسا وحلفاؤهما من نشر الكفر ومحاربة الإسلام والمسلمين، واحتلال بلدانهم وتدنيس شعائرهم، ونهب ثرواتهم.
وإن ما هو واقع اليوم من التخلي عن المسلمين، والميل إلى أعداء الدين لدليل على ما وصلت إليه الأمة من برودة الدين ورقة الإيمان. وما أروع ما نقله ابن مفلح عن أبي الوفاء ابن عقيل: ( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زِحامِهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبَّيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة[8]...) اهـ.
وقد أفتى علماء المسلمين في نوازل مشابهة بمقتضى ما ذكرناه. فقد سئلت لجنة الفتوى بالأزهر عن مساعدة اليهود وإعانتهم في تحقيق مآربهم في فلسطين، فأجابت اللجنة برئاسة الشيخ عبد المجيد سليم في 14 شعبان 1366 هـ إجابةً جاء فيها: ( فالرجل الذي يحسب نفسه من جماعة المسلمين إذا أعان أعداءهم في شيء من هذه الآثام المنكرة وساعد عليها مباشرة أو بواسطة لا يعدُّ من أهل الإيمان ولا ينتظم في سلكهم...).
وأفتى محمد رشيد رضا أثناء الاحتلال الفرنسي بحرمة التجنس وردّة المتجنس بالجنسية الفرنسية، وقال: ( بل هو بهذا التجنس راضٍ ببذل ماله ونفسه في قتال المسلمين إذا دعته دولته إلى ذلك وهي تدعوه عند الحاجة قطعاً[9]...) اهـ. فتراه علل فتواه في التجنس بما يترتب عليه من قتال المسلمين واستحلال حرماتهم.
وقال الشيخ محدث الديار المصرية أحمد شاكر في فتوى له طويلة تحت عنوان: (بيان إلى الأمة المصرية خاصة، وإلى الأمة العربية والإسلامية عامة) في بيان حكم التعاون مع الانجليز بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر فهو الردّة الجامحة والكفر البواح، لا يُقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأوُّل، ولا ينجِّي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء[10]...) اهـ.
أما مع إعلان الحرب على الإرهاب، وغزو أفغانستان والعراق فقد انهمرت الفتاوى رغم الحرب على المناهج، والتضييق على العلماء، ونكتفي بذكر جزء من فتوى الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البرّاك بتاريخ: 20-07-1422 هـ حيث قال: (فإن مما لا شك فيه أن إعلان أمريكا الحرب على حكومة طالبان في أفغانستان، ظلم وعدوان وحرب صليبية على الإسلام كما ذكر عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. وأن تخلي الدول في العالم الإسلامي عن نصرتهم في هذا الموقف الحرج مصيبة عظيمة، فكيف بمناصرة الكفار عليهم، فإن ذلك من تولي الكافرين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة:51]، وقد عدَّ العلماء مظاهرة الكفار على المسلمين من نواقض الإسلام لهذه الآية) اهـ.
إنه في هذا الظرف الحاسم يجب على المسلمين عموما وخصوصاً في هذه البلاد أن يصطفوا دروعاً دون إخوانهم، وألا يصل إليهم العدوُّ من جهتهم فضلاً عن أن يخذلوهم بإعانة العدوِّ عليهم.
أما العلماء وهم أهل الهمة، وأصحاب الأدوار المهمة، فواجبهم أكبر، ووظائفهم أكثر، إذ لا يليق بمنزلتهم السامقة الخلود إلى الأرض والاستسلام للروح الانهزامية في هذا الوقت، بل يجب عليهم أخذ زمام المبادرة، ورفع معنويات الأمة، وإحياء جذوة الأخوة الإيمانية في قلوب أبنائها، وإشاعة عقيدة الولاء والبراء، وفضح مخططات الأعداء، وقول ما يمليه الإيمان ويقتضيه العلم من الحق ونصرة الشريعة، وأقل ذلك في هذا الظرف الحاسم إصدار الفتاوى والبيانات المناهضة لهذه الحرب المرتقبة، والوقوف إلى جانب المسلمين.
والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين.
حرر بتاريخ: 25 ذو الحجة 1433 هـ، الموافق: 10-11-2012 م.
الموقعون
1. الشيخ العلامة محمد محفوظ التاكنيتي، (إما مسجد السوق).
2.الشيخ العلامة محمد محمود بن أحمد يوره، (المفتي سابقا).
3.الشيخ محمد الأمين بن الحسن، (إمام جامع الشرفاء).
4.الشيخ محمد سالم ولد محمد الأمين المجلسي.
5.الشيخ محمد صالح بن العباس، (إمام).
6.الشيخ سيد محمد ولد أحمد فال، (إمام وشيخ محظرة).
7.الشيخ محمد بن ادِّ.
8.الشيخ أحمد ولد الكوري، (إمام وشيخ محظرة).
9.الشيخ محمد الأمين ولد فال، (إمام جامع التوبة).
10.الشيخ محمد ولد الفقيه، (إمام جامع وشيخ محظرة السنة والكتاب).
11.الشيخ محمد الشيخ ولد محمد.
12.الشيخ محمد محفوظ ولد إدومو، (إمام جامع).
13.الشيخ محمد الأمين بن السالك.
14.الشيخ محمد فال ولد سيدي ولد محمد آب.
15.الشيخ الحسن ولد حبيّ.
16.الشيخ علي ولد امبي، (إمام جامع).
17.سيدي محمد ولد السالك، داعية.
18.أبو محمد مولاي الحسن السباعي الإدريسي، داعية.
19.حماه الله ولد حننَّ، (إمام جامع عبد الله بن المبارك).
20.الحسن ولد افطه، داعية.
21.بوي س، داعية.
22.الحضرامي ولد احمد ولد خطاري، داعية.
23.يحيى ولد امبارك، داعية.
24.شيخ باه، داعية.
25.الشيخ سيد ولد محمد احمد (إمام جامع البصرة).
26.الشيخ ولد مبارك، داعية.
27.الداه ولد عبد الله، داعية.
28.الشيخ محمد ولد محمدو (إمام جامع السنة).
29.يعقوب ولد عبد القادر، داعية.
30.مولاي الزين ولد ملاي سيدي، داعية.
31.الشيخ أحمد ولد ابراهيم.
32.أمين ولد سيد، داعية.
33.اطول عمرو ولد أحمد، داعية.
34.المختار ولد إنحي، داعية.
35.محمد عالي ولد سيد عالي، داعية.
36.يحيى ولد الفلالي، داعية.
37.الشيخ محمد محمود ولد السالك، (إمام مسجد الحكمة).
38.أحمد ولد الحسن، داعية.
39.الشيخ الدكتور محمد ولد أحمدُ، (الشاعر).
http://www.alsoque.com/vb/showthread.php?t=2012

ليست هناك تعليقات: