الثلاثاء، 19 فبراير 2013

كرم امرأة و قصيدة السوقي

اخوتي الكرام الأفاضل بعد السلام أرجو أن يطيب لكم الكلام : فهي قصة رواها لي عمي موسى ابن آحمد في أيام العيد المنصرم أما السوقي فهو سيدي محمد ابن أمية و قد صادف أن رافق في رحلة مع زعيم افوغاس الطاهر بن ايلي حتى دفعهم الليل إلى حي من أحياء البادية بصحراء تمسنا و هي كما هو معلوم أرض قاحلة لا رطب فيها و لا يابس على حد ما سمعت عنها و لم يكن بالحي إلا امرأة يقال لها هتو التواجية فقامت إلى ناقة عشراء لها فنحرتها و عمدت إلى أعمدة البيت و قامت بحرقها لطهي اللحم و القراء للضيوف و كانت كلمااحترق الحطب ارسلت الفحم إلى الضيف لتحضير الشاي فهو سيد الموقف في مثل هذه التجمعات ، و في الصباح تفاجأ القوم من فعل هذه المرأة فاتفق الزعيم و الفقيه السوقي بتعويض المرأة ما خسرته اعجابا منهم و مكافأة لها على فعلتها التي لم يسبق لها مثيل فقام الزعيم بإرسال ناقة محملة بكل مسلزمات الخيمة بما فيها الهودج و قام السوقي سيدمحمد ابن أمية بكتابة هذه القصيدة التي بلي البيت و ما فيه من أثاث و أبت إلا أن تكون شاهدة على هذه الحادثة و هي التي قال فيها : 

جرى من بنت أحمد (دوش )صنع ** تقاصر دونه همم الر جـــال
أرت من نفسها عجبا عجـابـا **** يدل على المروءة والكمــال
أتينا حيها ليلا فقـــالــت ******** حياة الحي في نحر الجمــال
فساقت ناقة عُشَرا وشـدت ****** قوائمها بأطراف الحبـــال
فأنفذت المقاتل وهي ترنــو ***** لمصرعها ولكن لا تبالــــــي
فما لبثت لنا أن قدمتــهـا ******* بواد من وقود النار خــــــال
فتاه الركب في عجب وشكـر **** لآيات جرت في ضيق حـال
إذا ماشام برق المجد شخــص **** تحمل ضاحكا بيض الجبـال
وإن كرمت طباع المرء كادت *** صنائعه تعد من المحـــــــال
وينظر روحه لحياة أخـــرى ***** ويسخو بالمطافل والمتــــال
فتلك خلائق منعت لبـعـض **** وتعطاهن ربات الحجــــــال
وتلك كريمة الأتواج ( هتـو) ***** مجددة المكارم والمعـــال


تعريف بالسيدين : الطاهر بن ايلي هو زعيم إفوغاس
أما سيدي محمد ابن أمية فيعتبرمن شيوخ قبيلة كل تكرنات اليعقوبية ويلقب إنباكوا

ليست هناك تعليقات: